كشفت لجنة تحقيق مستقلة اليوم الثلاثاء عن أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي أعطى - قبل سقوط نظامه - أوامر للجيش بقصف "حي الزهور" بمدينة القصرين، غرب تونس، بقنابل المدفعية، لقمع متظاهرين (في الحي) طالبوا بتنحيه عن الحكم، لكن الجيش رفض تطبيق أوامره. وأعلن توفيق بودربالة رئيس "اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق في التجاوزات والانتهاكات"، التي شهدتها تونس قبل سقوط نظام "بن علي"، خلال مؤتمر صحفي، أن "بن علي" حاول بتوجيه هذا الأمر "تركيع" محافظة القصرين و"إذلال" سكانها. كما ذكرت تقارير إخبارية في وقت سابق أن الجنرال رشيد عمار قائد أركان جيش البر التونسي رفض تطبيق أوامر ب"إطلاق النار" على المتظاهرين أصدرها إليه "بن علي" القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأفاد بودربالة بأن أعلى عدد من "شهداء الثورة" سقط في محافظة القصرين، حيث قتلت الشرطة 33 متظاهرا، بينهم 23 في مركز المحافظة وحدها (مدينة القصرين). وأعلنت الحكومة في وقت سابق أن أكثر من 200 تونسي لقوا حتفهم خلال ثورة تونس. وذكرت منظمات حقوقية أن أغلب القتلى سقطوا برصاص الشرطة. يذكر أن "بن علي" (74 عاما) وزوجته ليلى الطرابلسي هربا إلى السعودية يوم 14 يناير الماضي. ولم تستجب السعودية إلى طلب رسمي تونسي بتسليم "بن علي" وزوجته.