ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما اصطدمت بالكونجرس أمس الأربعاء بشأن فرض عقوبات على إيران حيث استعد الطرفان لشجار من المحتمل أن يستمر طوال العام. وقالت الصحيفة, في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الخميس, إن المشرعين من الحزبين تعهدا في جلسة استماع بمجلس الشيوخ بالمضي قدما في خطط تشريعية لاتخاذ إجراءات عقابية جديدة, في ضوء تحذيرات أوباما باستخدام حق الفيتو ضد فرض عقوبات جديدة ضد إيران, وفي الوقت ذاته, كشف كبار مسئولي الدارة الأمريكية في جلسة الاستماع أنه من المحتمل أن تتجاوز المحادثات الدولية حول برنامج إيران النووي الموعد النهائي المحدد لها في نهاية شهر يونيو المقبل. وأضافت الصحيفة أن ما أدى لتعميق الخلاف هو دعوة رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونجرس يوم 11 فبراير المقبل حول التهديدات النابعة من التطرف وإيران, الأمر الذي وصفه أوباما بأنه يشكل انتهاكا للبروتوكول الدبلوماسي. وأشارت الصحيفة إلى أن قرار دعوة نتنياهو إلى الولاياتالمتحدة لتعزيز موقف يدعمه العديد من الجمهوريين جاء عقب استضافة اوباما لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأسبوع الماضي الذي طالب الكونجرس بعدم تبني عقوبات جديدة ضد إيران أثناء المحادثات. وكشف عن أنه ضغط بنفسه على بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، ونوهت الصحيفة إلى دعم منسقة الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني لموقف الإدارة الأمريكية بصورة غير مباشرة حيث طالبت الكونجرس "بمنح هذه المفاوضات والقنوات الدبلوماسية فرصة" وذلك أثناء تصريحات صحفية مشتركة مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الأربعاء في وزارة الخارجية الأمريكية. وأوضحت الصحيفة أن الخلاف حول إيران يأتي في الوقت الذي تستعد فيه الولاياتالمتحدة ومسئولون إيرانيون لعقد اجتماع غدًا الجمعة وبعد غد السبت في مدينة زيوريخ السويسرية وكشف النقاب عنه بعد ساعات فقط من مناشدة أوباما في خطابه "حالة الاتحاد" مزيد من التعاون في واشنطن. وذكرت الصحيفة أن خطاب أوباما استعرض سلسلة من المبادرات الاقتصادية التي كان من المتوقع أن تثير نقاشا مفعما بالحيوية ولكن الخلاف حول إيران وضع الرئيس في حالة خصومة مع أعضاء حزبه مما يوضح مدى قوة هذه المسألة. وأشارت الصحيفة إلى أن بينر نفى أن دعوته إلى نتنياهو كان المقصود منها إهانة للرئيس أوباما في صباح اليوم التالي لخطابه "حالة الاتحاد". وأضافت الصحيفة أنه يعتقد على نطاق واسع أن نتنياهو يرغب في قبول دعوة بينر, ألا أن مسئولين في السفارة الإسرائيلية لم يتمكنوا من تأكيد أمس الأربعاء ما إذا نتنياهو قبل دعوة بينر رسميا أم لا. وأشارت الصحيفة إلى مشاركة روبرت مينينديز, في مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي في مشروع قانون يسعى لفرض عقوبات تصعيدية جديدة على طهران حال فشل المفاوضون في إبرام اتفاقية تنص على الحد من برنامج إيران النووي قبل نهاية يونيو المقبل وهو الموعد النهائي الدبلوماسي. وفي جزء آخر من التشريع, الذي يروج له الرئيس الجديد للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السناتور الجمهوري بوب كروكر، يسعى كروكر لمنح الكونجرس سلطة إما لقبول أو رفض أي اتفاق النووي يتم التوصل إليه مع طهران. ونقلت الصحيفة عن مسئولين بارزين في الإدارة الأمريكية قولهم إن البيت الأبيض سيعارض كلا التشريعين. وأكد المسئولون الأمريكيون وجهات نظرهم أن أي عقوبات جديدة ضد إيران من شأنها إبطال كل ما تم التوصل إليه على مدار عام من المحادثات مع طهران وبالتالي تمزيق التحالف الدولي الدبلوماسي, حسبما أفادت الصحيفة.