أثير الجدل حول قرار عودة الجماهير للملاعب، فتباينت الآراء بين مؤيد ومعارض يتخوف من تطبيقه وسط محاولات لم تنته من جانب الفوضويين، بينما كان للمؤيدين رأى آخر حيث يعتبرون أن له مردودا إيجابيا على الأندية والجماهير والإعلام والمنتخب الوطنى وقبل كل ذلك على صورة مصر واستقرارها فى الداخل والخارج. وحول دور الإعلام فى التوعية وتهيئة الأجواء لعودة الجماهير للملاعب كان هذا التحقيق مع مجموعة من الخبراء. يقول الإعلامى فهمى عمر: إن الإعلام له دور كبير فى المرحلة المقبلة بعد أن تقرر حضور الجماهير للمباريات، بدءا من الدور الثانى، ولذلك على الإعلام أن يكون على قدر المسئولية ويبتعد عن التفاهات والصغائر ويحاول تقديم مادة إعلامية رياضية تتحلى بالروح الرياضية والحياد وعدم التعصب من خلال مقدمى البرامج أو الضيوف أو حتى بين الجماهير بعضها البعض وحتى لاتتكرر السلبيات السابقة للإعلام الرياضى التى أدت بشكل كبير إلى خروج الجماهير عن الروح الرياضية، خاصة أن الملاعب لها قدسية واحترام وهو ما يوجد فى كل ملاعب العالم. فما حدث من قبل قد أثر بالسلب على مستقبل الكرة المصرية ولذلك فإن الإعلام مطالب بتقديم البرامج التى تحث الجماهير على بث الروح الرياضية والابتعاد عن افتعال الأزمات وزيادة التعصب مع التزام الحيادية دون إظهار للون معين يطغى على بقية الألوان، وفى هذا السياق فالكرة الآن فى ملعب الجمهور الذى عليه أن يكون على قدر المسئولية بالتشجيع المثالى لناديه دون العداء للمنافس بالقول أو الفعل لأن الكرة فرصة للمتعة والتقارب والتعارف والانتماء للنادى وللوطن وليس للفرقة والشتائم وإشعال الشماريخ والصواريخ فى فترة حساسة من تاريخ مصر والرياضة المصرية. وتقول د. ماجى الحلوانى، أستاذة الإعلام: إن الإعلام وخاصة برامج التوك شو الرياضية أمامها مسئوليات جسام فى تهيئة المناخ لعودة الجماهير إلى ملاعب كرة القدم من خلال استضافة مجموعات من جماهير الأندية الشعبية، مثل الأهلى والزمالك والمصرى والإسماعيلى والاتحاد وغيرها لمناقشة وجهة نظرهم فى قضية عودة الجماهير وأهميتها بالنسبة لهم ولأنديتهم ولمصر، ولابد أن تتم المناقشات دون انحياز أو تعصب لناد ضد آخر. كما أطالب ببث تنويهات عن أهمية التشجيع المثالى وبث الروح الرياضية وتكون هذه التنويهات فى فواصل استديوهات التحليل وبين شوطى المباريات وفى السهرات والبرامج الرياضية. وتضيف: على البرامج الرياضية استضافة رموز ونجوم الرياضة القدامى من كل الأندية لإظهار مدى العلاقة التى تربطهم ببعض حتى يعرف الجمهور أن النجوم الكبار تربطهم علاقات حب رغم المنافسة فيما بينهم، مشيرة الى أن أساس الرياضة الروح الرياضية، فنحن لسنا فى معركة حربية، كما يصورها البعض ولذلك فإنه على مخرجى البرامج الرياضية والمباريات أن ينقلوا الصورة المضيئة والمشاهد الإيجابية سواء بين الجماهير أو اللاعبين أو الأجهزة الفنية ولا يتم التركيز على لقطة سيئة ويتم تكريرها على المشاهدين مما يثير التعصب وعدم المسئولية. ويقول الإعلامى حمدى الكنيسى: إن قرار عودة الجماهير قرار جيد ونشجعه ونؤيده بقوة وأعتقد أن عدم وجود جماهير فى المباريات كالروح بلا جسد ومن هنا نثمن هذا القرار الذى أعتبره فى صالح كل المجالات الأخرى، وليس مجال الرياضة فقط ويكفى توصيل رسالة للعالم أن مصر مستقرة وآمنة وجمهورها متحضر ومثالى، ويضيف : يجب على الإعلام أن يقدم عدة رسائل مهمة، منها أهمية تأكيد أن الرياضة أخلاق وهى مجال للاستمتاع وليست مجالا للتراشق بالألفاظ الخارجة أو التخريب أو التكسير. كما يجب فتح صفحة جديدة من خلال الإعلام مع الجماهير وإغلاق الملف السابق بكل سلبياته وأعتبر هذا القرار فرصة عظيمة للجماهير ولابد أن تستغله أفضل استغلال بالتشجيع الراقى ونبذ العنف وملاحقة المندسين بينهم، كما يجب أن يكون للإعلام دور مهم فى التناول الهادئ والتحضير الجيد لعودة الجماهير وتقديم الأفكار لضمان عدم حدوث السلبيات التى أثرت على اللعبة وعلى صورة الوطن الذى يبحث عن جذب الاستثمارات التى لن تأتى إلا بالاستقرار والأمن وهذا مانؤكده على جماهير كل الأندية فى مصر.