أفادت دراسة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية، بالتعاون مع جامعة كينغز كوليدج في لندن، أن عدد ضحايا الهجمات الإرهابية خلال شهر نوفمبر 2014 بلغ أكثر من خمسة آلاف شخص في مناطق مختلفة من العالم. ووقعت عمليات القتل في أربعين بلدًا، وأغلبها في العراق وسوريا ونيجيريا وأفغانستان. وأكدت الدراسة كذلك على فكرة أن لا دين ولا وطن للإرهاب، وإنّه يشكّل تحدّيا لجميع الأديان والمجتمعات سواء كانت العمليّات الإرهابيّة تُرتكب بدوافع دينيّة أو سياسيّة أو غيرها. ولهذه الأسباب يشدّد مركز جنيف على ضرورة التمييز بين الإسلام والإرهاب وضرورة رفض أي شكل من أشكال الإسلاموفوبيا على امتداد الشرق والغرب. وأدان مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي بشدة هذه الأعمال البربرية، وجدّد دعمه الكامل لجهود مكافحة التطرّف السياسي والديني الذي يمثّل دون أدنى شكً انتهاكا للحريّات الأساسية وغيرها من الحقوق السياسيّة والمدنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافيّة. ويجدد الدكتور حنيف حسن القاسم دعوته المجتمع الدّولي في هذه السّياق إلى تعزيز الجهود المبذولة على المستويين الإقليمي والدولي من أجل محاربة الإرهاب، سواء كان مرتكبوه أفرادا أو منظّمات أو كان مصدره الدّول ويدعو إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان لمواجهة التطرف والإرهاب، منوهًا إلى أن التحديات القائمة تتطلب التعامل الفوري والعاجل وعلى مختلف المستويات لوضع برامج وخطط عملية تقود إلى التعامل الأمثل مع ما يمكن أن يحمله المستقبل من أحداث قد تكون أكثر ضراوة ومأساوية مصدرها الإرهاب. كان مسلحون من حركة طالبان الباكستانية، هاجموا مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور شمال غربي البلاد يوم السّادس عشر من ديسمبر الجاري، مما أسفر عن مقتل 141 شخصًا من بينهم 132 طفلاً. ولا يشكّل هذا الهجوم الوحشي حادثا معزولا بل هو مرحلة الذروة ضمن سلسلة طويلة من الهجمات الإرهابية التي لم يعد بالإمكان تجاهل وحشيّتها. كما أنّه يأتي بعد يوم واحد من حادثة احتجاز الرّهائن في مقهى في مدينة سيدني الأستراليّة، وبعد أقل من أسبوعين على هجوم "شبح الرّيم" الذي وقع في مركز الرّيم التّجاري في أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة.