قال الدكتور محمد البسطويسى الباحث الجيولوجى بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء إن بناء "سد الألفية" الجديد "بوردر" الذي تعتزم إثيوبيا بناءه على النيل الأزرق قرب الحدود السودانية، سيتسبب سنويا فى فقد مصر 17 مليار متر مكعب من المياه لمرة واحدة، وليس سنويا، بالإضافة إلى مليار متر مكعب من المياه بالبخر نتيجة؛ لتكون البحيرة أمام هذا السد. وأضاف البسطويسي، لوكالة أنباء الشرق الاوسط، أن الدراسات التى أجرتها الهيئة برئاسة الدكتور أيمن الدسوقى رئيس الهيئة، والتى اعتمدت على تحليل صور الأقمار الصناعية أوضحت أن فقد مصر من حصتها من مياه النيل نتيجة لبناء هذا السد يعتمد على مدة إنشائه، فإذا استغرق على سبيل المثال ثلاث سنوات تفقد مصر من حصتها حوالي 5.5 مليار متر مكعب فى كل عام من سنوات إنشاء السد. وتابع أن بناء هذا السد لن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل بدرجة كبيرة لأن بحيرة ناصر بها مخزون يزيد على 150 مليار متر مكعب من المياه، بالإضافة الى الإيراد السنوي من مياه نهر النيل، مشيرا الى أن مصر تفقد سنويا نتيجة للبخر من بحيرة ناصر حوالى عشرين فى المائة من إجمالي واردات المياة إلى مصر. وقال البسطويسى إن هذا الاستنتاج جاء بناء على استخدام صور الأقمار الصناعية فى تحديد موقع سد الألفية على نماذج الارتفاعات الرقمية التى أوضحت تحليلاتها أن أقصى ارتفاع لسد يمكن إنشاؤه بهذه المنطقة يبلغ 97 مترًا، وذلك لأن مجرى نهر النيل الأزرق في هذه المنطقة محصور بجوانب صخرية مرتفعة (أخدود) لا يزيد ارتفاعها على 100 متر ولا يمكن أن يتم إنشاء سد بارتفاع أعلى من ذلك لامتداد الهضبة بطريقة شبه مستوية علي جانبي الأخدود النهري لمساحات كبيرة جدا. وأوضح أنه نتيجة لأن سطح هذه الهضبة مستوي لا تستطيع إثيوبيا بناء سد على ارتفاع أعلى من ذلك "أى أعلى من سطح الهضبة نفسها" فيجب فى هذه الحالة أن يمتد السد لمسافات أفقية كبيرة جدا حتى يتقابل مع نقاط طبوغرافية أعلى مما يجعل الأمر مستحيلا، نظرا لطبيعة المنطقة، ولذلك يجب أن يكون السد يصل بين نقاط أقل منه فى الارتفاع وإلا سيتسرب الماء من جوانبه. ولفت إلى أنه بمجرد امتلاء البحيرة أمام سد الالفية والمحتمل أن تبلغ مساحتها 745 كيلومترا مربعا سوف يستمر سريان المياه إلى مجرى النهر، كما كان قبل إنشاء السد.