كشف الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، عن انطلاق 244 قافلة من وعاظ الأزهر علي مستوي المراكز والمدن التابعة لمحافظات الجمهورية في إطار الخطة الشاملة للأزهر الشريف لتوعية المصريين. وأوضح عفيفي، أن ذلك يأتي طبقًا لتوجيهات الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بضرورة تلاحم وعاظ الأزهر مع كافة طوائف الشعب المصري، لتوعيتهم بخطورة الدعوة لرفع المصاحف يوم 28 نوفمبر، نظرًا لأن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله تعالي حيث قال سبحانه "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" فلا يجوز لمسلم أو مسلمة أن تقوم بالخروج ورفع المصاحف التي أمرنا بصيانتها والمحافظة علي حرمتها. أضاف الأمين العام، في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، أن أي إنسان ينتمي للإسلام لايقبل أن يستغل القرآن الكريم في تحقيق أغراض سياسية أو أجندات معينة، مشيراً إلى أنه يجب تحذير أبناء الشعب المصري ممن يدعون إلي رفع المصاحف مستغلين العاطفة الدينية عند المصريين لأن هذه دعوي باطلة يرفضها الشرع الحنيف، فوحدة الوطن وسلامته وأمنه واستقراره من مقاصد الشريعة، نظرًا لارتباط ذلك بالمحافظة علي الأموال والأرواح والأعراض. وتابع مستشهدا بقول النبي صلي الله عليه وسلم قال "أقرؤوا القرآن ماائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه"، فإذا كانت قراءة القرآن الكريم وهي فضيلة عظيمة، لكن حينما تؤدي إلي الخلاف فتركها أولي، والانصراف عن قراءة القرآن واجب، لأن المحافظة علي وحدة الصف ووحدة المجتمع أهم من قراءة القرآن إن كانت ستؤدي إلي الفرقة والعداوة فما بالنا بالدعوة إلي رفع المصاحف التي تهدف إلي انتهاك حرمة المصاحف وأن تلقي المصاحف علي الأرض وأن يحدث القتل وسفك الدماء، ويٌصور المشهد للناس بأن الدولة أهانت القرآن الكريم ويتم مخاطبة عواطف الناس وتصوير المشاهد. وأكد عفيفي، أن الأزهر الشريف يناشد كل أبناء الشعب المصري بأن هذه الدعوة يراد منها ضرب الاستقرار الذي حدث في مصر وتعطيل مسيرة التنمية ويحذر كل مصري مخلص محب لدينه ووطنه ألا يستجيب لهؤلاء الذين يريدون إعادة ما فعله الخوارج عندما خرجوا علي سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و رفعوا المصاحف علي أسنة الرماح وكفروا الإمام علي رضي الله عنه، وكان ما كان من سفك الدماء وقتل الأبرياء فانتبهوا أيها المصريين قبل فوات الأوان "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".