وجه الدكتور زاهى حواس وزير الدولة للآثار السابق بصفته الشخصية نداء عاجلا للمشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ناشده فيه بضرورة سرعة التدخل لإيقاف وإزالة التعديات السافرة على آثار مصر، مؤكدا أن التصدى لهذه الجريمة البشعة الواقعة على آثار مصر وتاريخها سيقدره العالم وينال احترام المجتمع الدولى العاشق لآثار مصر وتراثها الحضارى الفريد. وقال حواس فى تصريحات عقب زيارته اليوم لمنطقة آثار سقارة وأبو صير إن مناشدته للمشير طنطاوي تأتي بوصفه (حواس) عالم الآثار قبل أن يكون مسئولا، لأن حماية الآثار أهم من أي منصب أو موقع، لافتا إلى أنه اكتشف خلال جولته بالمنطقتين وقوع حالات تعد على الأراضي والمواقع الأثرية شملت مساحة 25 فدانًا من المناطق والمواقع والمقابر الأثرية. وأضاف أنه قام بمعاينة واسعة للمواقع الأثرية التى تعرضت للاعتداء، حيث قام المواطنون بمنطقة آثار سقارة، التى تضم مصطبة فرعون وأهرام بيبى الأول والثانى بالاستيلاء بالقوة على خمسة أفدنة بالمنطقة الأثرية، التى يوجد أسفلها مقابر ومعابد تعود لعصر الدولة القديمة، التى يرجع تاريخها لأكثر من أربعة آلاف عام. وتابع: إن الأهالى قاموا ببناء مقابر لهم وصل عددها إلى نحو 500 مقبرة للدفن كما قام العديد من السماسرة والمقاولين بالاستيلاء على بعض الأراضى وتقسيمها وبيعها للأهالى لإقامة مبان عليها. وقال حواس إن المواطنين تعدوا واستولوا على عشرة أفدنة بمنطقة أبوصير الأثرية، حيث قاموا بالبناء فوق منطقة تحتوى على مقابر فرعونية ترجع للأسرة الأولى والثانية ويرجع تاريخها إلى خمسة آلاف سنة، كما قاموا ببناء مسجد على الطريق الصاعد الخاص بالملك "جد - كا - رع السيسى" من الأسرة الخامسة. وأشار حواس فى تصريحه إلى أن لجنة من اليونسكو عاينت هذه التعديات خلال زيارتها لمصر الأسبوع الحالى، وعلقوا عليها بأنها تشكل جريمة بشعة فى حق تاريخ وآثار مصر يجب سرعة التصدى لها وإزالتها. وكان المسئولون بالمجلس الأعلى للآثار قد أرسلوا خطابا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة من أجل التدخل فورا لوقف التعديات على المواقع الأثرية في مناطق سقارة وأبو صير وميت رهينة بمحافظتي الجيزة و6 أكتوبر، كما بعث المجلس العسكري بخطاب إلى رئيس مجلس الوزراء يطلب استصدار قرار بتعيين مسئول عن الآثار لمواجهة هذه التعديات والمخاطر.