أكدت مصر أنها تؤمن بأن القضاء الكامل على ظاهرة الإرهاب لن يتحقق إلا من خلال عدم التغاضى عن الأعمال الإرهابية وعدم احتضان مرتكبيها وتقديمهم للعدالة وعدم إرسال إشارات متناقضة لهم بما يمنحهم المبرر للمضى قدمًا فى سلوكهم المشين. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية للشئون المتعددة الأطراف والأمن الدولى نيابة عن وزير خارجية فى الاجتماع الوزارى الخامس للمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب الذى عقد فى نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وألقى السفير هشام بدر بيانًا باسم مصر خلال الاجتماع حذر فيه من خطورة تسارع وتيرة الأعمال الإرهابية وتصاعد التهديدات الأمنية العابرة للحدود، التى أصبحت تمثل خطراً على الأمن الإقليمى والدولي. وأدان بدر استغلال التنظيمات الإرهابية للدين لاكتساب الشرعية وتحقيق مكاسب سياسية ومالية وتحصين أنشطتها الإجرامية من المساءلة القانونية مثل الجماعات التى تمارس أنشطتها الإرهابية الآن فى مصر، وهو ما لا يمكن قبوله أو السكوت عليه بواسطة المجتمع الدولى. وأكد مساعد وزير الخارجية إدانة مصر للإرهاب بكافة صوره وأشكاله وأيًا كان الباعث عليه وأيًا كان مرتكبوه. وأبرز السفير هشام بدر الدور غير المباشر الذى يقوم به الأزهر الشريف فى مكافحة التطرف العنيف بما لديه من خبرات ثرية وتقاليد راسخة لما يزيد عن الألف عام فى نشر تعاليم الإسلام المعتدل، والتعريف بتعاليمه السمحة. وأشاد بنجاح المنتدى فى التعامل مع جوانب مهمة اتصالاً بمكافحة الإرهاب الدولى خاصة فى مجال مكافحة التطرف العنيف وإعادة التأهيل، ودعم ضحايا الإرهاب، وضمان العدالة الجنائية واحترام القانون في ما يتعلق بمحاكمة مرتكبى الأعمال الإرهابية. تجدر الإشارة إلى أنه تم إنشاء المنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب فى عام 2011 كآلية دولية غير رسمية لتبادل وجهات النظر والخبرات الوطنية فى مجال مكافحة الإرهاب، ويضم المنتدى العالمي 29 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الاوروبى، ويتفرع منه خمس مجموعات عمل من بينها مجموعة العمل المعنية بالعدالة الجنائية وسيادة القانون التي تترأسها مصر والولايات المتحدة.
