رصدت الكاتبة الأمريكية ترودي روبين تفادي الرئيس باراك أوباما النطق بكلمة مهمة في خطابه الأسبوع الماضي حول تشكيل تحالف لمجابهة تنظيم "داعش"، هذه الكلمة هي "إيران". ورأت روبين، في مقال نشرته صحيفة (ذا فيلادلفيا انكوايرر) الأمريكية السبت، أن غياب تلك الكلمة عن خطاب أوباما هو أمر ذو دلالة، ذلك أن إيران الشيعية هي لاعب أساسي فى أي جهد لمجابهة الدواعش السُنّة التي تعبترهم بمثابة خطر وجودي. ونوهت الكاتبة عن تكهنات حول تعاون وراء الكواليس بين الولاياتالمتحدةوإيران لمقاتلة عدو مشترك، على غرار ما فعلاه عام 2001 ضد حركة طالبان الأفغانية. ورجحت روبين أن انعدام الثقة العميق بين واشنطنوطهران، وكذلك استراتيجية "الفصام"التي تنتهجها كلا الدولتين إزاء الأخرى، يمكن أن يقضيا على أي شكل لهذا التنسيق بينهما. كما يزيدان من قوة احتمالية فشل المباحثات حول البرنامج النووي الإيرانى فى خضم الجولة الحاسمة الحالية التى تجرى فى نيويورك، مما قد يسفر عن أزمة ضخمة جديدة فى الشرق الأوسط كما يمكن أن يقوّض الجهود المبذولة لإضعاف وتدمير "داعش". ونوهت الكاتبة عن طول إصرار الإدارة الأمريكية على ضرورة فصل مباحثات الملف النووى الإيراني عن المشاكل الإقليمية، خوفا من أن تسعى طهران للمطالبة بتنازلات بشأن برنامجها النووي في مقابل تعاونها على الصعيدين السوري والعراقي. ولفتت في هذا الصدد إلى أنه منذ زحف الدواعش على العراق, ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري يعلن على الملأ عدم ممانعة واشنطن إجراء مباحثات مفتوحة مع المسؤولين الإيرانيين حول المشكلة، ربما على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة المزمع قريبا. ورصدت صاحبة المقال معارضة كيرى توجيه الدعوة لإيران لحضور المؤتمر الدولى المنعقد فى باريس مؤخرا بهدف حشد التأييد الدولى للعراق فى مجابهة داعش. وعزت الكاتبة معارضة كيري إلى علمه أن دولا عربية سنية بينها السعودية، والتى تعد من الدول المهمة فى محاربة داعش، قد تقاطع المؤتمر حال حضور الإيرانيين الشيعة. ورصدت روبين على الجانب الآخر ردّ المرشد الإيراني علي خامنئى على ذلك بالتصريح علانية أن طهران لن تتعاون مع الولاياتالمتحدة ضد "داعش" منتقدا التحالف بقيادة أمريكا.