تصاعدت حدة الاحتجاجات العُمّالية بالإسكندرية، اليوم الإثنين، في عدد من المصانع والشركات بالمدينة ومنها شركة الإسكندرية للفايبر، وشركة النحاس المصرية، وشركة إسكندرية للغزل والنسيج، ومساهمة البحيرة، للمطالبة بصرف المستحقات المالية المتأخرة للعاملين. واصل مئات من العاملين بشركة النحاس المصرية، إحدى شركات القابضة للصناعات المعدنية التابعة لقطاع الأعمال، الإضراب المفتوح عن العمل والذي بدأ منذ الثلاثاء الماضي داخل مقر الشركة بمنطقة حجر النواتية شرق المدينة، للمطالبة بصرف الأرباح المستحقة لهم عن 5 أشهر. ومن جانبه، قال عرفة طه، أحد العاملين بالشركة والمشارك في الإضراب، إن هناك مشكلة سيولة بالشركة بدأت بعد قرار تحديث الماكينات وإنشاء خطوط إنتاج جديدة مما استنفذ كل السيولة الموجودة بالشركة. وأضاف عرفة، أنهم يواصلون إضرابهم لحين استجابة إدارة الشركة القابضة وهي الشركة الأم لشركتهم إلى مطالبهم والتي من بينها صرف سيولة كافية لشركتهم لصرف مستحقات العمال وشراء خامات جديدة لتشغيل خطوط الإنتاج الجديدة بالشركة وإعادة دورة الانتاج مجددًا. ومن ناحية أخرى، توجه مئات من العاملين بشركة مساهمة البحيرةبالإسكندرية، إلى محافظة القاهرة لتنظيم وقف احتجاجية أمام مقر مجلس الوزراء، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ 7 أشهر وحتى الآن. وقال إسلام عبد الرزاق، أحد منظمي الوقفة، إنها تأتي في ظل تجاهل الدولة المستمر لمشاکل شرکات استصلاح الأراضي وعمالها البالغ عددهم حوالي 18000 عامل والتي تتلخص في المطالبة بصرف الأجور الشهرية المتراکمة والمتأخرة منذ 7 أشهر. كما واصل مئات من العاملين بشركة إسكندرية للفايبر، اعتصامهم المفتوح داخل مقر الشركة بطريق النهضة بالعامرية، للمطالبة بعودة إدارة الشركة عن قرار التصفية الذى اتخذه مجلس إدارة الشركة خلال اجتماع الجمعية العمومية. وقال أحمد سعيد، عضو اللجنة الإدارية للعاملين بالشركة، إن مطالب العمال تتلخص في الإبقاء على الشركة واستمرار العمال للعمل بها ومنع المستثمر من السفر لحين التحقق من إهداره لأموال الشركة. وأضاف سعيد، خلال تصريحات خاصة، أن قرار التصفية الذي اتخذته إدارة الشركة من شأنه تشريد ما يقرب من 400 عامل من المعينين، و300 من العاملين بالعقود المؤقتة مطالبًا الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل لمنع تصفية الشركة. وتجمع مئات من عمال شركة إسكندرية للغزل والنسيج بمنطقة المطار، داخل مقر الشركة للمطالبة بإخلاء سبيل 14 من زملائهم المحبوسين على خلفية إلقاء القبض عليهم خلال قيام قوات الأمن بفض وقفة للعاملين أمس أمام مقر الشركة.حيث ألقت القبض على 8 من المشاركين فيها وأصابت 7 آخرين تم نقلهم إلى مستشفى جمال عبد الناصر لتلقي العلاج. من جانبه، حذّر خالد طوسون، القيادي بالمؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، الحكومة المصرية من تجاهل الغضب العُمالي المتصاعد، مؤكدًا أن ذلك من شأنه ترك انطباع سييء لدى العاملين من النظام الجديد والذين عقدوا عليه آمالاً كبيرة. وطالب طوسون خلال تصريحات خاصة، حكومة المهندس إبراهيم محلب، بالنظر بعين الرحمة للعُمال الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر وعدم اللجوء إلى الحل الأمني ضدهم.