أظهرت مسابقة تعيين 30 ألف معلم، حجم التخبط الواقع حاليًا في عدد من المديريات التعليمية، رغم أن الوزارة سهلت الأمر تمامًا على المتقدمين للمسابقة، واقتصرت التقديم على موقع الوزارة فقط، حفاظًا على حقوق جميع المتقدمين والتسهيل عليهم وعدم التلاعب في أوراقهم والقضاء على المجاملات، لكن تبقى المديريات آخر من ينفذ تعليمات الوزارة في أحيان كثيرة. ففي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم، والوزير شخصيًا أكثر من مرة، أن التقدم للمسابقة سيكون عبر موقع الوزارة فقط، إلا أن هناك وكلاء وزارة لا يعترفون بتعليمات الوزارة، وكأنهم يعيشون في "جزر منعزلة" عن الوزارة. الدكتور عبدالله عمارة، وكيل وزارة في المنوفية، مازال يعلن ويصرح في وسائل الإعلام أن نحو 20 ألف خريح تقدموا للمسابقة على الموقع الإلكتروني للمديرية، وأنه سيتم فحص الطلبات وترتيبها حسب المعايير المعلنة في المواد المطلوبة بالمديرية، وتناسي "عمارة" سهوًا أو عمدًا أن الوزير قرر غلق باب التقدم للمسابقة في المديريات، واقتصار التقدم على موقع الوزارة فقط. نفس الطريقة، تحدثت بها ألفت فرغلي وكيل وزارة التعليم بالقليوبية، وقالت إن التقديم إلكتروني وورقي في الإدارات التعليمية، رغم أن الوزارة ألغت التقديم الورقي نهائيًا، بل وألغت أيضًا التقديم في الإدارات والمديريات. الكارثة أن مديرية التعليم بالقليوبية قررت تشكيل لجنة من الشئون القانونية وشئون العاملين بالمديرية لمتابعة تلقى أوراق المتقدمين على مستوى المحافظة وحل أي مشاكل تواجههم، رغم أن التقديم الورقي تم إلغاؤه بقرار من الوزير. ويبقى السئوال: من يدير المديريات التعليمية؟ وماذنب من يتقدمون للمسابقة في أنهم يعيشون حالة من الحيرة والارتباك بين كلام الوزارة وأفعال وكلاء الوزراة؟