قال مسئول رفيع في الحكومة الهندية اليوم الخميس، إن تحذيرا أمنيا صدر لعدد من الولايات اليوم الخميس بعد أن أعلن زعيم القاعدة أيمن الظواهري عن تشكيل جناح للتنظيم في الهند وجوارها. وفي تسجيل مصور نشر على الانترنت، تعهد زعيم تنظيم القاعدة بنشر الحكم الاسلامي ورفع راية الجهاد في شبه القارة الهندية. وصرح المسئول الرفيع الذي حضر اجتماعا أمنيا لمناقشة التسجيل مع وزير الداخلية، بأن الحكومة تعتقد أن التسجيل حقيقي وبالتالي حذرت الحكومات المحلية. وقال المسئول لرويترز "نتعامل مع هذه المسألة بجدية كبيرة وصدر تحذير أمني". وعادة ما توضع الأجهزة الأمنية الهندية في حالة تأهب خوفا من هجمات قد يشنها متشددون إسلاميون محليون أو جماعات معادية للهند تتخذ من باكستان مقرا لها. ولم يتضح على الفور ماهية الخطوات الإضافية التي ستتخذ. وحتى اليوم لا يوجد دليل على أي تواجد لتنظيم القاعدة في الهند. ويشير توقيت ومحتوى التسجيل إلى وجود تنافس بين القاعدة وخصمها الأكثر نشاطا تنظيم الدولة الإسلامية، والذي تشير أدلة غير موثقة على أنه يحشد الدعم في جنوب آسيا. وذكرت تقارير إعلامية أن منشورات الدولة الإسلامية وزعت في باكستان في الأيام الأخيرة. وكتب عمر حامد كبير المحللين في الشؤون الاسيوية بمؤسسة الابحاث الامنية (آي.إتش.إس. كانتري ريسك) في تقرير أن "القاعدة شهدت تآكل سلطتها من خلال حقيقة أنها لم تعد قادرة على تنفيذ هجمات واسعة النطاق في أي مكان في العالم وظهور فصائل منافسة". وأضاف حامد أن إنشاء القاعدة فرعا محليا يسعى للاستفادة من انسحاب القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة من أفغانستان الذي قد يؤدي إلى تدفق متشددين أقوياء على الهند. ونقل موقع سايت للرصد عن المتحدث باسم جناح القاعدة في شبه القارة الهندية أسامة محمود قوله، إن أهداف الجماعة تشمل "الجهاد ضد أمريكا ونظام الكفر العالمي واجتثاثه من اجل اقامة حكم يقوم على الشريعة" حسبما جاء في كلمة صوتية. وقال موقع سايت إن القاعدة في شبه القارة الهندية تسعى إلى أحياء الخلافة على الطريقة النبوية في تحد محتمل للخلافة التي اعلنتها الدولة الإسلامية. وتضمن إعلان الظواهري الإشارة مرتين إلى جوجارات وهي ولاية رئيس وزراء الهند الجديد نارندرا مودي الهندوسي القومي. وتكن الجماعات الإسلامية كرها لمودي بسبب أعمال شغب دينية حصلت في الولاية عام 2002 حين كان رئيسا لحكومتها. وقتل في أعمال العنف أكثر من ألف شخص معظمهم من المسلمين. وقال إس. كيه. ناندا وهو أكبر مسئول في وزارة الداخلية بولاية جوجارات لرويترز "اثر تسجيل القاعدة المصور سنكون على درجة تأهب أعلى وسنعمل عن كثب مع الحكومة المركزية لمواجهة أي تهديد للولاية". ويشمل إعلان حالة التأهب العالية في الولاية تشغيل شبكات المخبرين في المناطق الحساسة. وقال مسئول رفيع في الشرطة إن جوجارات تتصدر قائمة المنظمات المتشددة ومنها القاعدة منذ أعمال العنف التي وقعت عام 2002. وقال المسئول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "سيكون التهديد أكبر حاليا لأن نارندرا مودي هو رئيس الوزراء". ووصف الظواهري تشكيل "القاعدة في شبه القارة الهندية" بأنه بشرى للمسلمين في "بورما وبنجلادش وآسام وجوجارات وأحمد اباد وكشمير" وان الجناح الجديد سينقذ المسلمين من الظلم والقمع. وأحمد آباد هي المدينة الرئيسية في ولاية جوجارات التي تقع على الحدود مع باكستان. واسام ولاية في أقصى شمال شرق الهند حيث التوترات الدينية مرتفعة بعد مذابح للمسلمين بيد سكان قبليين في العامين الماضيين. وقال ضابط مخابرات كبير في الولاية إن قوات الأمن هناك "مستعدة جيدا لمواجهة أي مخاطر". ويشكل المسلمون حوالي 15 في المئة من سكان الهند ولكن أعدادهم تقدر بنحو 175 مليونا وهو ما يجعلهم ثالث أكبر جالية اسلامية في العالم. وتنامت التوترات بين الهندوس والمسلمين في شبه القارة الهندية منذ قيام باكستان كدولة في المناطق ذات الاغلبية المسلمة في الهند عام 1947 في عملية تقسيم دامية قتل خلالها مئات الآلاف. من جهة أخرى أصبح إقليم كشمير -وهو محل نزاع بين الهندوباكستان- منطقة جذب للمجاهدين الأجانب بالاضافة إلى المقاتلين الانفصاليين المحليين. وفي يونيو حزيران نشرت القاعدة تسجيلا مصورا تحث فيه الشبان المتشددين في كشمير على استلهام المقاتلين في العراق وسوريا والانضمام إلى حركة الجهاد العالمية.