صوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح قرار يجيز فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا واستخدام "كل الاجراءات اللازمة" -وهو تعبير يجيز العمل العسكري- لحماية المدنيين في مواجهة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. متى تبدأ أي عملية؟ تقول مصادر دبلوماسية في فرنسا التي تحبذ القيام بعمل أكثر حزما ضد القذافي إن العمل العسكري سيحدث قريبا ربما اليوم الجمعة وقد يشمل فرنسا وبريطانيا وربما الولاياتالمتحدة ودولة عربية او اكثر. لكن مسئولا عسكريا أمريكيا قال إن من غير المتوقع أن تقوم الولاياتالمتحدة بعمل عسكري بعد التصويت مباشرة. ولم يتضح كم سيستغرق الإعداد للعمليات العسكرية اللازمة لفرض منطقة حظر طيران. وفي الأسبوع الماضي قال رئيس القيادة المشتركة للقوات الأمريكية إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يمكن أن تطبق منطقة حظر جوي "في غضون يومين." غير أنه امس الخميس قال رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية الجنرال نورتون شوارتز إن المسألة ستستغرق نحو أسبوع. ما هي القوات التي ستشارك؟ تملك دول الخليج أو الدول أعضاء جامعة الدول العربية سفنا حربية ومقاتلات لكنها لم تظهر قدرة تذكر على نشر تلك القوات خارج منطقتها كما أن دول الخليج تلهيها الأزمة في البحرين. وقال شوارتز متحدثا امام مجلس الشيوخ الأمريكي امس إن هناك "دولا في جامعة الدول العربية لديها قوات جوية متمكنة يمكن الاستفادة منها اذا توفرت الظروف الملائمة." وكان دبلوماسيون قد قالوا إن من بين أعضاء الجامعة العربية ربما تكون الإمارات وقطر على استعداد للمشاركة في فرض منطقة الحظر الجوي. وإذا اختارت الولاياتالمتحدة عدم التدخل فربما تكون لدى بريطانيا وفرنسا القدرات العسكرية لفرض منطقة حظر جوي أو بحري محدودة. وأيا كانت الترتيبات فإن دول حلف شمال الأطلسي قد تطلب استخدام القواعد الجوية في ايطاليا. وقال مصدر في الحكومة الإيطالية لرويترز امس إن ايطاليا مستعدة أن تسمح باستخدام قواعدها العسكرية لفرض منطقة حظر طيران. ويعتقد مسئولون أمريكيون أن البنتاجون بما يملك من إمكانات جوية وبحرية هائلة سيتحمل الجزء الاكبر من المهمة. ما هي المعدات التي قد يستخدمها البنتاجون؟ يقول مسئولون إنه إذا قررت الولاياتالمتحدة فرض منطقة حظر طيران فإن هذا سيتطلب على الأرجح سحب أصول جوية من اوروبا والولاياتالمتحدة وربما حتى من العراق وافغانستان. ويخشى بعض القادة من أن هذا قد يرهق جيشا مثقلا بالفعل من جراء حربين ويشارك الآن في جهود الإغاثة باليابان. وقال شوارتز " هناك إمكانيات محدودة للمخابرات والمراقبة والاستطلاع." وذكر أن الولاياتالمتحدة ستستخدم على الأرجح قاذفات قنابل ومقاتلات ربما تشمل طائرات اف-16 واف-15 واف-22 لضرب أهداف على الأرض. كما ستنشر طائرات مراقبة وطائرات تزويد بالوقود إلى جانب معدات اتصال بالقمر الصناعي وطائرات تستطيع التشويش على الاتصالات الليبية. هل سيكون هذا فعالا في وقف القذافي؟ مع مرور الوقت يتناقص المقتنعون بأن فرض منطقة حظر طيران سيكون حاسما على الأرض. واعتمدت القوات الحكومية الليبية في الأساس على نيران المدفعية يعقبها تقدم الدبابات والقوات البرية الأخرى لطرد المعارضين المسلحين وربما لا تستطيع طائرات حلف الأطلسي التي تحلق فوق ليبيا حماية المدنيين على الأرض. وفي مؤشر على وجود تحفظات داخل الجيش الأمريكي قال شوارتز إن فرض منطقة حظر طيران وحده لن يكفي لوقف قوات القذافي. وسيكون فرض حظر للطيران فوق ليبيا بالكامل تحديا كبيرا لأن مساحة الأرض 35 ضعف مساحة البوسنة التي فرض الحلف حظرا للطيران فوقها في أوائل التسعينات. وقد يختار المسئولون فرض منطقة حظر طيران محدودة حول بنغازي معقل المعارضة المسلحة باستخدام عدد صغير من المقاتلات وطائرات الدعم. ما هي المعدات التي يملكها القذافي؟ في الأسبوع الماضي قال جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية إن القذافي لديه نحو 80 طائرة في الخدمة تتنوع بين طائرات الهليكوبتر وطائرات النقل والمقاتلات. بينما قال شوارتز إن هناك "عدة عشرات من المقاتلات" وطائرات الهليكوبتر التي تقدر أعدادها "بالمئات" التي نفذت "عشرات" الطلعات في اليوم. لكن الطائرات الليبية التي يقول كلابر إنها تعتمد على الاستهداف البصري لا الاستهداف باستخدام الكمبيوتر أقل تطورا بكثير من الطائرات وطائرات الهليكوبتر التي يستخدمها الجيش الأمريكي. ويقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وهو مؤسسة بحثية مقرها لندن أن القذافي لديه نحو 40 طائرة حربية وأن معظم معدات قواته الجوية عفى عليها الزمن بالمقاييس الغربية. هل سيتعين على القوات الأجنبية ضرب الدفاعات الجوية؟ هناك نوع من الخلاف بهذا الشأن. يقول وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس إن ذلك سيكون ضروريا قبل أن تستطيع الطائرات الأمريكية القيام بدوريات فوق ليبيا. ويقول معارضون لفرض منطقة حظر الطيران إن هذا سيكون عملا حربيا. ويعتقد آخرون أن الهجمات الوقائية على الصواريخ أرض جو الليبية التي ترجع إلى حقبة الاتحاد السوفيتي سابقا لن تكون لازمة وأن الطائرات الحربية لحلف الأطلسي يمكنها أن تنتظر إلى أن تبدأ أجهزة الرادار الليبية تعقبها. وقال كلابر إن ليبيا تملك ثاني أكبر نظام للدفاع الجوي في الشرق الأوسط وإن بها نحو 31 موقعا لإطلاق الصواريخ أرض جو فضلا عن عدد كبير من الصواريخ أرض جو المحمولة.