ينطلق في التاسعة من صباح اليوم السبت، ماراثون الثانوية العامة، بحماية كاملة من الجيش والشرطة، وتأمين داخلى من أفراد الأمن الإداريين التابعين لوزارة التربية والتعليم، وذلك في أول اختبار حقيقي للوزارة منذ ثورة 30 يونيو. الوزير محمود أبوالنصر طمأن أولياء الأمور، على حياة أبنائهم، وتعهد بأن تمر الامتحانات بسلام، وتعهد بألا يكون هناك أي مجال للغش، سواء الشفوي أو الإلكتروني، ودلل على ذلك بوجود اتصالات مباشرة مع وزارتي الدفاع والداخلية بشكل شبه دوي، لتأمين نقل الأسئلة واللجان ودخول وخروج الطلاب لمقار الامتحان، مؤكدا على وجود امتحان احتياطي لكل لجنة، في حال تسرب أي ورقة أسئلة قبل بدء الامتحان، لكنه قال في نفس الوقت: "مع أن ذلك سيكون مستحيلا". غير أن محمد سعد رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، حمل على عاتقه مسئولية خروج "الثانوية" بشكل غير مسبوق، وبدا ذلك في حضوره أمس الجمعة، إلى مقر ديوان عام الوزارة، ومنع جميع المسئولين المشاركين في امتحانات الثانوية العامة، من الجلوس في منازلهم، وأصر على أن يكونوا في مكاتبهم بالمحافظات، لمتابعة الاستعدادات النهائية لتأمين اللجان ونقل الأسئلة. وقال سعد: إنه سينقل مكتبه من ديوان عام الوزارة، حيث يجلس به على بعد أمتار قليلة من مكتب الوزير، إلى غرفة عمليات الوزارة التي تقع في مدخل الوزارة، على مقربة من البوابة الرئيسية للتربية والتعليم، لمتابعة غرف العمليات بالمحافظات لحظة بلحظة. في موازاة ذلك، وضع أحمد خضر، رئيس الإدارة المركزية للأمن بوزارة التربية والتعليم، خطة محكمة، لتأمين اللجان من الداخل والخارج، وتفتيش الطلاب أثناء دخولهم من خلال "الأجهزة التي تم شراؤها مؤخرا"، والتي تكشف الهواتف المحمولة والمفرقعات، على أن يتم استخدامها من قبل أفراد الأمن الإداري. وفي تحدي واضح لمروجي الغش الإلكتروني، قال رئيس امتحانات الثانوية: أتحدى أن يستطيع أي طالب تصوير ورقة الأسئلة داخل اللجنة، ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، كما كان يحدث في السنوات السابقة، مدلالا على ذلك بالتعليمات الصارمة التي صدرت للملاحظين والمراقبين ورؤساء اللجان بمنع اصطحاب الهواتف المحمولة داخل اللجنة. على النقيض من ذلك، دشن عدد من طلاب الثانوية العامة، هاشتاج على موقع "تويتر" أعلنوا خلاله نيتهم نشر ورقة الأسئلة من داخل اللجنة، ومن بينها: "غشاشون فدائيون، عبيلو واديلو، الثانوية العامة، تويت لجنة"، لكن "سعد" قال: "الوزارة تتبع جميع هذه الصفحات لحظة بلحظة، ولن تعطي لهم الفرصة لإنجاح مخططهم، وستتعقبهم بالتعاون مع وزارة الداخلية، لأن التربية والتعليم تعتبر الثانوية العامة أمن قومي، لاجدال فيه، ولا مجال للتهاون مع الخارجين على القانون أيا كانوا".