في إطلالة غير تقليدية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، تحدث المرشح عن مشوار طويل من النشأة في حى الجمالية إلى الالتحاق بالقوات المسلحة ثم صعوده فى سلم الترقى، وصولا إلى توليه حقيبة وزارة الدفاع فى توقيت بالغ الدقة بعد وصول جماعة الإخوان إلى السلطة، في عام انتهى بخروج شعبى كبير ضد الرئيس السابق ومكتب الإرشاد فى 30 يونيو الماضى. وأضاف السيسي في حواره في حواره مع رئيس تحرير الأهرام، محمد عبد الهادي علام، الذي تنشرة "الأهرام" اليوم الجمعة، توالت الأحداث وبدأت ملامح الصورة تتكشف أمام الرجل بأن ترشحه للرئاسة هو "استدعاء من الشعب، فلم يعد أمامه مفر من التسليم بأن الشعبية الجارفة لها ثمن وهو ثقة قطاعات كبيرة من المصريين ومن الدول العربية الصديقة فى شخصه وفى قدرته على قيادة سفينة الوطن لانتشاله من شبح الفشل وتربص قوى الظلام به. وأكد المرشح عبد الفتاح السيسى، أن ما دفعه للترشح هو المصلحة الوطنية، وهى كانت الأمر الغالب وأن "مصلحة مصر وحمايتها هو ما دفعنى لاتخاذ خطوة الترشح للرئاسة". ويؤكد الرجل على ماسبق أن تحدث به بوضوح أن الموقف الاقتصادى غير المستقر مترد لن يتحمله المواطنون، مشيرًا إلى أن "هناك تيارا يعمل ضد الدولة، كما أن هناك أجهزة مخابرات أجنبية فى الداخل تعمل ضد مصر". ويشير السيسى فى أكثر من موضع فى حواره إلى حتمية أن تعبر مصر من فقرها لأنه أكبر تحد يواجه استقرار الأمن والتطور ويقول إن "الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية هى مكاسب لن يستطيع أحد سلبها من الشعب المصرى مرة أخري"، ويؤكد أن "المناخ الحالى لابد أن يتطور حتى نعيش ديمقراطية حقيقية ونحن نتوجه تجاه هذا التطور". ويفصل المرشح الرئاسى رؤيته التى يقول أنها تقوم على مبدأ مهم وهو "البدء فى مشروع استعادة الدولة الحديثة وحديثى مع الناس كان يركز على طمأنة المواطنين لأن الجيش ليس قوة غاشمة". ويضع السيسى أمام الرأى العام حقائق واضحة بشأن الموقف الداخلى فيقول إنه لا يوجد لدينا وقت للمجاملة لأن حجم التحدى أكبر من أى تصور، وحجم التحدى الموجود فى مصر سواء فى الداخل أو الخارج ضخم ولم يحدث من قبل، ولكنه يعود فى أكثر من موضع فى حواره للتأكيد على أن "المصريين عليهم أن يختاروا ما يشاءون وأنه لا يقبل أن يجبر المصريون على أحد بعينه" فيما يحاول حسب قوله أن يصل برسالته لجموع المصريين بأن الواقع الحالى صعب. وفى سبيل هدفه يشير إلى حواراته الأخيرة مع جميع قطاعات المجتمع المصرى فى محاولة لتشكيل فهم حقيقى للواقع، واستدعاء المسئولية الوطنية لكل الناس لمواجهة هذه التحديات وإعادة استنهاض الهمم واستعادة ثقة المواطنين فى بعضهم البعض ويقول إنه لا يحب المزايدة ولا مخاطبة المواطنين من أجل المصلحة الشخصية حيث "المصلحة التى تجمعنا هى أن تستمر مصر وتعيش فى أفضل حالاتها". فى إطار المصلحة الوطنية، يعود المرشح عبد الفتاح السيسى لتأكيد محورية التنمية الاقتصادية، كاشفا أن العام الأول فى حال إنتخابه سوف يشهد ضخ من 3 إلى 4 مليارات جنيه فى كل محافظة لتأسيس بنية أساسية قوية تضع مصر على خريطة الاستثمار، ووضع بنية تحتية سليمة للقرى الأكثر فقرا يؤسس لها بنية تحتية قوية، وإدراج مناطق بعينها فى أولويات هذه الخطة مثل الصعيد وحلايب وشلاتين وسيناء والمنطقة الغربية، وتوجيه اهتمام أكبر لمحافظات الصعيد وممر التنمية وقناة السويس، ويشير السيسى إلى أن ممر التنمية سيتم تنفيذه على مدى عام ونصف العام على امتداد 1200 كيلو متر وهو المشروع المقدر لإقامته10 سنوات، بينما معدات العمل الخاصة بإطلاق مشروع ممر التنمية موجودة وجاهزة للبدء فى التنفيذ، وقال أن طريق ممر التنمية سيمتد من الاسكندرية إلى أسوان غرب النيل ثم تخرج منه محاور عرضية تصل إلى محافظاتالبحر الأحمر لإتاحة الفرصة لإقامة مشروعات مثل التعدين واستصلاح الأراضى والسياحة. وبعد استعراض لجوانب عديدة من الأفكار التى تصب فى مصلحة زيادة الإنتاج ورفع كفاءة جهاز الدولة وتحفيز المواطنين على استخدام الطاقة الذاتية الكامنة فى المجتمع فى سبيل ترشيد الاستهلاك وتنمية العمل الأهلى من خلال الإسهامات التى يقدمها الأغنياء من أجل الطبقات الفقيرة يقول السيسى "سيتم إطلاق مشروعات على الأرض خلال الأشهر المقبلة ستفاجئ المواطنين". وأوضح أن المهمة المباشرة خلال السنوات الأربع المقبلة هى الخروج من دائرة الفقر والمهمة الثانية هى الانطلاق نحو آفاق المستقبل الذى يستحقه المصريون على صبرهم وفقرهم. باختصار يحدد السيسى فى حواره اليوم المهمات الملقاة على عاتقه فى الأشهر الأولى من حكمه وفى السنوات الأربع التى هى عمر الفترة الرئاسية والتى اجملها فى مهمة محاربة الفقر لدى قطاعات واسعة من الشعب وقيادة الشباب للمستقبل من خلال خطط واضحة.