سجَّل مستوى البحر الميت رقمًا جديدًا في الانخفاض، ليبلغ مع نهاية العام الماضي 424 مترًا تحت سطح البحر، بالرغم من أن مقدار انخفاضه عن العام الذي سبقه لم يتجاوز ال90 سنتيمترًا فقط. وتشير نشرة إحصائية أردنية نشرت اليوم الأحد إلى أن البحر الميت سجل في الخمس سنوات الماضية انخفاضًا متتاليًا تجاوز ستة أمتار، في حين انخفض عام 2009 أكثر من متر، وبلغ انخفاضه 423 مترًا تحت سطح البحر. وأرجع الوزير السابق وأستاذ كرسي اليونسكو في الجامعة الأردنية الدكتور محمد شطناوي في تصريح لصحيفة "الرأي" الأردنية انخفاض مستوى البحر الميت خلال العام الماضي لأقل من متر- وهو الرقم السنوي المعتاد عليه من سنوات- إلى الهطول المطري الجيد، الذي شهدته منطقة الشرق الأوسط عام 2010، الذي أسهم في عدم انخفاض البحر الميت أكثر. وتوقع شطناوى أن يسجل البحر الميت مع نهاية هذا العام 2011 انخفاضًا يتجاوز المتر الواحد، بسبب ضعف الهطول المطري وعدم وصول كميات كافية من مياه فيضانات الأودية غير المسيطر عليها الرافدة للبحر. كما توقع شطناوي "أن يستمر البحر في الانخفاض إلى أن يصل إلى مستوى معين في ظل انخفاض كميات المياه الواصلة إليه والتي لا تزيد حاليا عن 300 مليون متر مكعب سنويا وهي كميات قليلة جدا. وزاد"في ظل الأوضاع الدولية السائدة أتمنى ألا يبقى البحر الميت ينتظر طويلا لحين توقف مستوى انخفاضه. ودعا الحكومة الأردنية بالتزامن مع انتهاء دراسات الجدوى الاقتصادية والبيئية لمشروع ناقل البحرين أن تكثف العمل دوليا على اعتبار البحر الميت إرثًا عالميًا لاستقطاب الاهتمام العالمي بضرورة عدم اضمحلال البحر الميت. وأشار إلى أن تأمين الكميات اللازمة لإعادة البحر الميت إلى مستوى قريب من مستواه قبل عشرات السنين من خلال إعادة تأهيل نهر الأردن خيار غير ممكن "نظرا لأنه لا شيء قد يوقف الجانب الإسرائيلي عن تحويل مياه مجرى النهر لخدمة مصالحها، و كذلك وقف حجز المياه الرافدة للنهر من أعالي الحوض".