قال وزير الخارجية نبيل فهمي: إن نظيره الأمريكي، جون كيري، نفى تآمر بلاده على مصر، كما نفى فهمي في أول لقاء تلفزيوني مطوّل معه عقب عودته من زيارته المهمة لواشنطن، ولقائه بكبار المسئولين الأمريكيين، ما نسب إليه من وصفه العلاقات المصرية الأمريكية بأنها "علاقة زواج شرعي". وحل زير الخارجية ضيفا على الكاتب الصحفي عبدالله السنّاوي، في برنامجه الأسبوعي "صالون التحرير" على فضائية "التحرير" مساء السبت. وقال فهمي: لم أقل إن العلاقة بين مصر وأمريكا علاقة زواج، ماذكرته كان ردًا على سؤال هل العلاقة المصرية الأمريكية انتهت في ضوء أزمة وشد وجذب، حول مايتم في الساحة المصرية وتحديدا بعض الأحداث والأحكام، وكان ردي أنها علاقة ممتدة وليست عابرة، وتشمل قرارات صعبة، في آخر الجملة ذكرت أن هذه التجربة، المثيل لها في حالة الزواج يكون الطالع والنازل، من حق كل شخص يري التصريح في محله أو في غير محله، لكن لم أقل أنها علاقة زواج، وأبلغ دليل على ذلك مواقف الخارجية منذ 30 يونيو، مثل رفض ضرب سوريا، والانفتاح على روسيا واليابان، مسألة التوافق الكامل مع أمريكا، ليست صحيحة، وهذه ليست سياستنا، ولم أقل ذلك. وأضاف فهمي: أدعو كل من له موقف أن يعبر عنه، لكن قبل إبداء الرأي، على الناس أن ترجع لنص الكلمة أو الموضوع، بحيث نضيف للحوار، بدلا من خروج الموضوع عن حده. قلت إن العلاقة بين مصر وأمريكا مضطربة، إنما مرة أخرى، أقول أهلا وسهلا بكل من لديه وجهة نظر، لكن لا يجب أن نبني على أشياء لم أقلها، ولو حصل سوء فهم يجب أن نجعله في الجانب الموضوعي واللائق أدبيا. وحول اللقاءات التي أجراها ووزير الخارجية والأجواء التي رافقتها، قال فهمي: تحدثت مع جون كيري عدة مرات خلال الشهرين الماضيين، ووجدنا قضايا كثيرة نساهم فيها رغم اختلاف وجهات النظر في بعضها، وهناك تباين فيما يتعلق بالساحة المصرية. قال لي: "دي عايزة قعدة أجيلك أو تجيلي نقعد مع بعض عشان نتكلم بالتفصيل ونشتغل مع بعض حول الموضوعات التي عليها خلاف". وأضاف فهمي: في إطار التمهيد للزيارة أكدت أكثر من مرة أنه لابد أن يكون هناك استعداد للنظر للأمام والتناول الإيجابي للأراء قبل وبعد الزيارة، وقد وجدت في كل مقابلاتي مع الأمريكيين، وفي الكونجرس ومراكز البحث والإعلاميين، تأكيد بدون استثناء على أهمية العلاقة معنا وأهمية مصر في الشرق الأوسط، وتصريحات عن دعمهم لنجاح خارطة الطريق، لدرجة أنني شعرت بوجود نقاط حديث مشتركة. وزاد وزير الخارجية: قال لي جون كيري: "نحن لانتآمر عليكم، وأسجل للمحضر، مفيش تآمر على مصر، ومن يقول ذلك لايعلم الحقيقة". فقلت له: هذا لايشغل بالي لأنني أبني والبناء هو مايحصن مصر ضد أي من يتآمر هنا أو هناك. وأضاف فهمي: كانت هناك وقفة، وحديث حول النقاط المشتركة في كل المحافل، ثم عن حقوق الإنسان، والتعامل مع الأحكام، أحكام المنيا وغيرها، أي كل مايتعلق بسيادة القانون والحريات وحقوق الإنسان تحديدا. وسأل السناوي فهمي عن نسبة ماهو إيجابي وماهو سلبي في مجمل اللقاءات، فقال وزير الخارجية: الجانب الإيجابي كان ثلث اللقاء، والجانب السلبي كذلك، والمستقبل الثلث أيضا. وأضاف فهمي: كل مايتعلق بقضايا حقوق الإنسان كان محل استفسار أو نقد أو رغبة في التوضيح أو وجهة نظر، أنا من ناحيتي شرحت مايدور، ولم يكن اللقاء عاصفا، أنا متعود أن الأمريكان صرحاء في كلامهم، ماأقوله للأمريكان "لو قلته للشرق أوسطي يتضايق، ولو قاله لي هضايق"، فلابد من التعامل معهم بالمثل. وقال فهمي: من الأمور المهمة جدا التي صدرت وأنا هناك، تأكيد كل من في أمريكا على رفضهم للإرهاب ووقوفهم مع مصر ضده، ووضع جماعة بيت المقدس على قائمة الإرهاب. وحول رفع الحظر عن طائرات الأباتشي لمصر واستمرار تعليق المساعدات؟ رد فهمي: أفرجوا عن الأباتشي و650 مليون دولار، والباقي يحتاج أن يمر في الكونجرس ومرتبط بالإدارة نفسها، وكيري قال لي صراحة: "امشوا في خارطة الطريق وسأقوم بالإجراءات المطلوبة"، وقد دار حديث طويل في البيت الأبيض والخارجية، حول ماذا سنفعل معا بعد الانتخابات. ودلل فهمي على اختلاف النظرة الأمريكية لمصر، بالقول: حين قال كيري إنني كنت سفيرا لمصر في واشنطن قلت له إنني أمثل شعبا واقفا على رجليه وأصبح صاحب قراره، وذكرت هذا لتكون الأرضية مختلفة، فلدي شعب ورأي عام يحاسبنا. استمر لقائي مع كيري أكثر من ساعة، ناقشنا خلالها، ليبيا والسودان ومياه النيل وعملية السلام، وسوريا وإيران وأوكرانيا ومؤتمر البيئة، معنى هذا أنه يتحدث مع دولة لها رأي وتأثير في كل هذه القضايا، وهذا يعكس تقديرهم لحجم ومكانة مصر.