قال مسئولون في الأممالمتحدة اليوم الإثنين إن الأوضاع الحالية في قطاع غزة الفلسطيني تعد "الأصعب على الإطلاق" في ظل تفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية. ودعا منسق الشئون الإنسانية في الأممالمتحدة جيمس راولي، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة، إسرائيل والسلطات المصرية إلى فتح المعابر مع القطاع وانتظام إدخال المساعدات إلى سكانه. وقال راولي إنه برغم استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية وتوافر جو هادئ بعد "الأعمال العدائية" بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل "إلا أن الوضع الإنساني يتدهور". وأشار راولي إلى أن الحصار المفروض "قوض التنمية وفرض مزيدًا من العقبات أمام الاقتصاد، مشددًا على ضرورة عودة غزة إلى الازدهار والوضع الجيد الذي كانت تعيشه سابقًا. وأكد راولي "ضرورة استئناف إدخال مواد البناء الأساسية للقطاع الخاص"، مشيرًا إلى أن الأممالمتحدة طالبت إسرائيل باستئناف إدخال مواد البناء لمشاريعها في القطاع. وأوضح أن الوضع في القطاع سينتعش "لو كانت هناك تجارة مع إسرائيل والضفة الغربية"، مؤكدًا ضرورة السماح للصيادين والمزارعين بالوصول إلى أماكن رزقهم بحرية. وأضاف راولي: "يجب أن تتمتع غزة بمقدار جيد للوصول لمياه الشرب النظيفة من خلال تحلية المياه، وتكون هناك معالجة لمياه الصرف الصحي، وأن يكون هناك مصدر جيد للوصول إلى الطاقة والكهرباء". وأكد راولي أن الدور المصري أساسي في التخفيف عن قطاع غزة، داعيًا للعودة إلى مستويات تحرك الأفراد والبضائع وإدخال المستلزمات الطبية عبر معبر رفح إلى ما كانت عليه. من جانبه، أكد نائب مدير عمليات "أونروا" في غزة سكوت أندرسون أن الوضع الإنساني في القطاع هو الأصعب، مشيرًا إلى أن العام بدأ بمحاولة التشافي من "الأعمال العدائية" التي نشبت في أواخر 2012 وانتهى بمحاولة التشافي من العاصفة القطبية "ألكسا". وذكر أندرسون ، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي أن مستوى البطالة ارتفع خلال العام الماضي إلى 5ر38% من السكان، فيما ارتفع عدد اللاجئين الذين يحتاجون إلى مساعدات إلى 800 ألف لاجئ. وأشار أندرسون إلى "حدوث تراجع سلبي بخصوص التعليم، والمشاريع التي كانت تمول غزة بنوع من فرص العمل توقفت في العام الماضي". ولفت أندرسون إلى أن "الأممالمتحدة ليست هي من تقوم بشكل مباشر بتحسين الوضع الاقتصادي في غزة، وإنما تأتي عن طريق مشاريع القطاع الخاص، متطلعًا لاستئناف إدخال مواد البناء". من جانبه، نبه مدير مكتب الغذاء الإنساني التابع للأمم المتحدة بابلو ريكالدي إلى "انعدام الأمن الغذائي وارتفاع معدلات الفقر في المناطق الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مجموع الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية تجاوز 6ر1 مليون شخص". وشدد أندرسون على ضرورة توفير شبكة ضمان اجتماعي للمحتاجين إلى المساعدات الغذائية سيما وأن عددهم ارتفع في القطاع من 44% إلى 57% خلال العام الماضي. وناشد ريكالدي المجتمع الدولي بالنظر أكثر إلى الفلسطينيين في المناطق المحتلة ومعالجة مشكلات الأمن الغذائي وتعزيز صمودهم.