أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس شريف إسماعيل على أن التعاون القائم بين مصر والأردنوالعراق في مشروعات النفط والغاز الطبيعي "قوي جدا"، وفي تقدم كبير، منوها بأن هناك العديد من المشروعات المشتركة بين الدول الثلاث في هذا المجال والتي ستعود بالفائدة على الجميع. وقال إسماعيل على هامش زيارته الحالية للمملكة إن مشروعي (أنبوب النفط الخام من العراق إلى العقبة) الذي سيلبي حاجات الأردن والذي سيتم مده مستقبلا إلى مصر لتزويدها باحتياجاتها وربط حقول الغاز العراقية الجاري تطويرها مع خط الغاز العربي لتصدير الغاز لكل من الجانبين المصري والأردني، لهما بعد استراتيجي لكل من الدول الثلاث، معربا عن أمله في تطور ونمو هذا التعاون وهذه المشروعات إلى أبعد حد. وأفاد بأن هذين المشروعين سيوفران لمصر والأردن احتياجاتهما من النفط والغاز فيما يعدان منفذا استراتيجيا للعراق لتصدير جزء مما ينتجه في المستقبل، قائلا:"إننا لدينا ما يمكن أن نضيفه للخام والغاز العراقي، كما أن العراق لديه احتياطيات كبيرة، أما الأردن فهي دولة المعبر لديها خط الغاز العربي ولدينا معها علاقات طيبة جدا علاوة على أنها هي طرف أصيل في هذه الاتفاقيات". ونوه بمذكرة التفاهم التي تم توقيعها أمس الخميس في مقر وزارة الطاقة الأردنية بين شركة (فجر) الأردنية المصرية والحكومة الأردنية فيما يخص استقبال الغاز المسال مستقبلا للأردن لتوفير احتياجاته، وأيضا نقل الغاز عبر خط الغاز العربي، مؤكدا على أن هذا الاتفاق يعد خطوة إيجابية للأردن علاوة على أنه يحسن اقتصاديات الشركة على المدى القريب. وقال إسماعيل إن هذه المذكرة تعد بداية طيبة وهي عبارة عن اتفاق إطاري يحدد مجالات التعاون بين الأردنوالعراق مع مصر، مشيرا إلى أن مصر لديها بنية أساسية متطورة وكبيرة متمثلة في شبكة خطوط أنابيب الغاز وخطوط التصدير (سوميد) و(قناة السويس) ومعامل تكرير يمكن تكرير الخام العراقي فيها. وأضاف وزير البترول " لدينا مصانع للاسالة في إدكو ودمياط ويمكن إسالة الغاز العراقي في حال وصوله، وذلك بعد فترة زمنية لن تقل عن 3 أو 4 سنوات ومن ثم تصديره إلى السوق الأوروبي أو الآسيوي". وحول التفجيرات التي يتعرض لها خط الغاز المصري بين الحين والآخر وهو ما يؤدي بدوره للتأثير كميات الغاز المصدر إلى الأردن، أجاب إسماعيل بأن خط الغاز الممتد من العريش إلى العقبة تم تفجيره نهاية يناير الماضي بسبب عملية إرهابية وهو ما أدى إلى توقف تدفق الغاز الطبيعي إلى الأردن وجاري عمليات الإصلاح حاليا، مؤكدا حرص مصر على الاستمرار في تزويد الأردن باحتياجاته من الغاز الطبيعي. وأشار في هذا الصدد إلى أن الحقول المصرية لم تشهد خلال السنوات الثلاث الماضية تنمية أو تطويرا، وبالتالي لا يوجد تعويض للتناقص الطبيعي في الإنتاج منها وهو ما أدى بدوره إلى انخفاض الإنتاج وتعرض مصر والأردن إلى بعض الصعاب في توفير الاحتياجات من الغاز الطبيعي. وقال:"بدأنا في المرحلة الحالية عملية تنمية الحقول، حيث لدينا بعض المشروعات التي تم الاتفاق عليها وجاري تنفيذها، ومن المخطط أن نضيف في السنوات الثلاث المقبلة في مشروع شمال الإسكندرية 1000 مليون قدم مكعب في اليوم، وهناك مشروعات أخرى في البحر المتوسط ستضيف 1000 مليون مكعب أخرى، إلى جانب عدد كبير من الآبار ستدخل خلال هذا العام". وتوقع ارتفاع إنتاج مصر بحلول الربع الأخير من العام الحالي ليبدأ بعدها في الاستقرار والارتفاع بشكل تدريجي حتى 2018. وعلى صعيد متصل، وصف السفير خالد ثروت سفير مصر لدى الأردن المباحثات بين وزراء الدول الثلاث بأنها كانت "ناجحة جدا"، وأنها تأتي في منظومة العمل العربي العربي في دول بثقل مصر والعراقوالأردن. وقال السفير ثروت إن هذه المشروعات ستفيد الدول الثلاث وسيكون لها امتداد للأسواق الأفريقية وجنوب شرق آسيا، متوقعا نجاح هذه المشروعات نجاحا كبيرا ووصفها بأنها "معادلة رابحة" الكل سيكسب فيها. وكان وزراء الطاقة والثروة المعدنية الأردني الدكتور محمد حامد والبترول المصري والنفط العراقي المهندس عبدالكريم لعيبي قد عقدوا أمس مباحثات رسمية لبحث التعاون بين الدول الشقيقة الثلاث في مجالي النفط الخام والغاز الطبيعي.