بنبرة واضحة وصارمة، أكد الدكتور على أكبر ولاياتى المستشار السياسى للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية مدير مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمجمع مصلحة تشخيص النظام، إصرار إيران على المضى قدما فى تخصيب اليورانيوم واستخدامه فى الأغراض السلمية. وقال: "إن إيران لن تتراجع تحت أى ظرف عن حقها الشرعى فى هذا الأمر"، وأوضح أن طهران تكافح من أجل هذا الملف طيلة 10 سنوات مضت واستطاعت إحراز تقدم ملحوظ فى هذا الشأن بقدراتها الذاتية، لكى يكون لها مستقبل فى العالم الذى يعتمد اعتمادا كبيرا فى مشروعاته التنموية على الطاقة النووية السلمية. وشدد ولاياتى على أن مجموعة (5+1) وفى مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية مجبرة على الالتزام ببنود اتفاق جنيف وما سيتم الاتفاق عليه فى جولات المفاوضات القادمة وأولاها الجولة، التى ستبدأ غدا الاثنين لبحث آلية تطبيق بنود الاتفاق، وطالب ولاياتى برفع المقاطعة الاقتصادية المفروضة على إيران فورا بعد أن اعترفت أمريكا والدول الغربية بحق أيران فى امتلاك برنامجها النووى للطاقة النووية فى الاستخدام السلمى تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة النووية.. جاء ذلك أثناء استقبال ولاياتى للوفد الصحفى المصرى الذى يزور طهران حاليا بدعوة إيرانية.. وكشف ولاياتى، الذى شغل منصب وزير الخارجية الأسبق، عن أن بعض المسئولين الأمريكيين اعترفوا لمراكز صناعة القرار فى تل أبيب بعجزهم عن الوقوف أمام البرنامج النووى الإيرانى وعدم قدرتهم على إيقافه، مشيرا إلى أن التواصل بين واشنطنوطهران، تم فى عدة مناسبات وتركز فى معظمه على البرنامج النووى والوضع الإقليمى والأوضاع فى أفغانستان والعراق، نافيا أن تكون هناك بنود سرية أو "أشياء تمت خلف الكواليس" فى اتفاق جنيف، مؤكدا أنه لم يفرض على إيران أى شروط. وردا على سؤال عن تداعيات اتفاق جنيف على المنطقة العربية وكيفية طمأنة طهران لدول مجلس التعاون الخليجى، أكد مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أن تقدم إيران فى ملف الطاقة النووية، هو مدعاة لفخر الأمة الإسلامية والعربية، مشددا على أن هذا التطور العلمى والتكنولوجي لا ينبغي أن يثير مخاوف أى دولة بل إنه قوة للجميع، حيث تعتبر إيران الدولة الإسلامية الوحيدة التى تحرز هذا التقدم، وتساءل: "كيف يمكن أن تخاف الدول الإسلامية والعربية من تحول إيران إلى قوة نووية، فمصر على سبيل المثال تستطيع أن تستعين وتستفيد من الخبرة الإيرانية فى مجال الطاقة النووية السلمية. وفى معرض رده على تساؤل حول تخوف إيران من عدم التزام أمريكا والدول الغربية ببنود المفاوضات، قال إننا واثقون ومطمئنون من تحقيق أهدافنا فى المفاوضات الشاقة والتى قد تستغرق فترة طويلة وليس لدينا أى شك فى الانتصار. وحول مخاوف دول الخليج من التدخلات الإيرانية فى شئونها الداخلية، قال إن هذه شائعات ترددها وسائل الإعلام الغربية لبث الفرقة بين المسلمين والعرب وإن ما يثار حول أطماع إيران فى الخليج هو محض أكاذيب من صنع واشنطن والعواصم الغربية لافتا إلى أن ذلك يحدث لعدم التواصل والحوار والتقارب بين إيران وباقى دول الخليج والدول العربية، مشددا على أن السياسة الإيرانية ليست لديها أية أطماع تجاه الدول العربية والإسلامية الشقيقة. ووصف ولاياتى، مصر أثناء لقائه بالوفد الصحفى بالدولة "الشقيقة"، وقال تربطنا بمصر علاقات تاريخية وثقافية ودينية، معربا عن أمله فى تجاوز مصر المرحلة الانتقالية الحالية، مشددا على أن ما حدث فى مصر فى 30 يونيه وما بعدها هو إرادة شعبية تحترمها إيران وتؤكد أن الشعب المصرى وحده هو القادر على تحديد مصيره ومستقبله. ونفى وجود أية عوائق تحول دون عودة العلاقات المصرية الإيرانية بشكل كامل، وقال إن طهران ليس لديها أى مشكلة لتوطيد العلاقة مع مصر وعودتها إلى طبيعتها، وقال "المهم الآن أن يجلس الجانبان على طاولة الحوار لبحث الملفات المشتركة التى من شانها تقريب وجهات النظر بين الجانبين.. لافتا إلى اتفاق وجهتى نظر القاهرةوطهران حول الملف السورى واحترام إرادة الشعب السورى وأن تحل الخلافات الداخلية دون التدخل الأجنبي. وألمح إلى أن هناك تواصلا بين الجانبين المصرى والإيرانى ولكن ليس بصورة رسمية وتابع: "فمصر وإيران لا يستطيع كل منهما البعد عن الآخر"،ورأى أن هناك نوايا ورغبة مؤكدة من الجانبين لعودة العلاقات، وحول خصوصية العلاقة بين حركة حماس وايران والهواجس حول دعم الحركة لبعض المنظمات الإرهابية فى سيناء وإمكانية أن تلعب إيران دورا فى هذا الشأن شدد ولاياتى على أن موقف طهران واضح تمام الوضوح فى هذا الشأن بأنهم لا يسمحون بالتدخل فى شئون الدول الأخرى وعلى رأسها مصر، وأبدى استعداد إيران للتدخل والمساعدة فى حل الخلافات بين مصر وحركة حماس .