كانت الضربة الموجعة لنظام القذافي من بعثات ليبيا الدبلوماسية بجانب مسئولين في الداخل ليجد العقيد نفسه بين فكي كماشة، حيث استقال عدد من الدبلوماسيين والساسة الليبيين من مناصبهم احتجاجا على القمع العنيف للمحتجين في بلادهم وعبروا عن معارضتهم للقمع العنيف في بلادهم. أما الفك الأعلى للكماشة فقد كان هو الفك الدبلوماسي، فمن إستراليا قال المستشار الثقافي للسفارة الليبية عمران زويد متحدثا أمام مجموعة صغيرة من المحتجين خارج السفارة: "نحن نمثل الشعب الليبي ولم نعد نمثل النظام الليبي." وفي النمسا أكدت السفارة الليبية في بيان غير موقع: "إنها تمثل الشعب الليبي وتود أن تعرب عن خالص تعازيها لأسر الضحايا. وتدين استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين وتدعو المجتمع الدولي إلى التمسك بالتزامه بحماية السكان المدنيين واتخاذ تدابير ملموسة لتجنب وقوع مزيد من الضحايا." ولكن لم يتضح ما إذا كان السفير أحمد مينسي قد استقال أم لا. في بنجلادش قالت تقارير إعلامية في بنجلادش يوم الثلاثاء نقلا عن مسؤولين في وزارة الخارجية إن السفير الليبي في داكا أحمد الامام استقال تأييدا للمحتجين المناهضين للقذافي. وفي مصر أنزل بعض موظفي القنصلية الليبية في الإسكندرية العلم الليبي وانضموا إلى المحتجين على مقربة من القنصلية داعين من بقوا داخلها إلى التخلي عن ولائهم للقذافي. وهتف محتج "استقيلوا وانضموا إلى الدبلوماسيين الشرفاء الذين انقلبوا على السفاح القذافي والا فسيقتحم الشبان الليبيون القنصلية ويعتصمون بها." وفي فرنسا قرأ عضو في وفد ليبيا لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ومقرها باريس، بيانا يوم الثلاثاء باسم سفير طرابلس لدى فرنسا محمد صلاح الدين زارم وسفيرها في (يونسكو) عبد السلام القلالي: "نحن نعلن للشعب الليبي والعالم العربي والمجتمع الدولي تأييدنا للشعب في ثورته ضد آلة القمع والعدوان." ولم يقدم أي منهما استقالته. وفي الهند استقال علي الصاوي سفير ليبيا لدى الهند من منصبه احتجاجا على القمع العنيف. وأبلغ رويترز أنه يناشد القوى الكبرى مساعدة شعبه الذي قال إنه يتعرض للقتل على أيدي مرتزقة ولهجمات سلاح الجو. أما افك الثاني من الكماشة في داخل ليبيافقد استقال وزير الداخلية الليبي عبد الفتاح يونس العبيدي احتجاجا على الأحداث، وقالت صحيفة قورينا الليبية الخاصة إن وزير العدل مصطفى محمد عبد الجليل استقال يوم الاثنين بسبب "استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين ضد الحكومة." وقال يوسف السواني المساعد البارز لسيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي إنه استقال من منصبه احتجاجا على العنف الذي اجتاح البلاد. وقال السواني في رسالة نصية بعث بها لرويترز "استقلت من مؤسسة القذافي يوم الاحد تعبيرا عن استيائي من العنف." واستقال يوم الإثنين نوري المسماري الذي عمل مساعدا للقذافي لنحو 40 عاما رغم أنه غادر ليبيا في أواخر عام 2010 إلى فرنسا حيث خضع لجراحة في القلب من منصبه كرئيس التشريفات (المراسم) في ليبيا واحتجز المسماري في فرنسا في نوفمبر بناء على طلب ليبيا التي تريد محاكمته بتهمة الاختلاس لكنه قال إنه لم يعزل من منصبه وظل على اتصال بحكومة القذافي. وفي بيرو - قالت بيرو إنها علقت علاقاتها الدبلوماسية مع ليبيا "ما دام العنف ضد السكان مستمرا." وقال رئيس بيرو آلان جارثيا في بيان "تحتج بيرو بشدة على القمع الذي يقوم به الدكتاتور معمر القذافي ضد السكان الذين يطالبون باصلاحات ديمقراطية لتغير الحكومة التي يقودها نفس الشخص منذ 40 عاما." ولا يوجد لدى ليبيا سفارة في الدولة الواقعة على جبال الأنديز ولكن بيرو لديها ممثل دبلوماسي في طرابلس. وفي ماليزيا أدانت سفارة ليبيا قمع القذافي للمحتجين واصفة ذلك بأنه عمل "همجي وإجرامي" بعد أن احتل محتجون مقر البعثة في كوالالمبور لمدة قصيرة. - حطم محتجون صورة للقذافي وأنزلوا علم البلاد ورفعوا علم البلاد قبل مجيء القذافي. - قال أسامة أحمد المستشار في السفارة لرويترز إن السفير سيبقى في موقعه لمساعدة نحو 5000 ليبي يعيشون في ماليزيا. - الأممالمتحدة - أعلن نائب السفير الليبي إبراهيم دباشي ومعظم الدبلوماسيين الآخرين في بعثة ليبيا للأمم المتحدة يوم الإثنين إنهم لم يعودوا يعملون لدى حكومة القذافي وإنهم يمثلون الشعب الليبي. ودعوا للإطاحة بالقذافي. لكن سفير ليبيا لدى الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم الذي لم يكن في نيويورك يوم الإثنين ولم يوقع على البيان المناهض للقذافي الذي أصدره دباشي والآخرون قال إنه ما زال يؤيد القذافي. وقال شلقم للصحفيين إنه ناشد المسؤولين الليبيين الكف عن العنف مع المحتجين ولكن "أنا مع القذافي". وفي الولاياتالمتحدة، دعا سفير ليبيا في الولاياتالمتحدة إلى أن ترفع واشنطن صوتها دفاعا عن الشعب الليبي وقال إن الوقت حان للتخلص من حكومة معمر القذافي. وقال علي العوجلي سفير ليبيا لدى الولاياتالمتحدة في مقابلة مع قناة (إيه.بي.سي) التلفزيونية الامريكية إنه لم يعد يمثل حكومة بلاده ودعا القذافي للتنحي حقنا لمزيد من الدماء. وأضاف "استقيل من خدمة النظام الدكتاتوري الحالي. ولكن لن استقيل أبدا من خدمة شعبنا إلى أن يصل صوته للعالم أجمع وإلى أن تتحقق أهدافه.