"ديفيلز، وايت نايس، اسماعلاوى" .. كلمات ترددت كثيرا مؤخرا، لكونها تحمل أسماء مختلفة لألتراس أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى، حيث ظهرت خلال العامين الماضيين لتنذر بأزمات متكررة بلا حلول فى عالم كرة القدم المصرية. مشاجرات ومضايقات لا تتوقف، شتائم بلا حدود.. هكذا تحول التشجيع بالمدرجات من عائلات تذهب للاستاد لتستمتع بفرقها إلى نيران شبابية تصب ألسنة لهبها، ليس فقط على الوسط الرياضى، بل تتحول إلى مصدر تخريب للمتلكات العامة. الغريب فى هذا الأمر أن معظم شباب الألتراس من طلاب الجامعات، بل إن معظمهم يدرس بكليات القمة، فضلا عن أنهم ينتمون إلى أسر ميسورة الحال، وهو ما يفسر عمليات التمويل الذاتى لهذه المجموعات، والدليل أنه لم يوجه اتهام لمسئول فى أحد الأندية الثلاث بتمويل أو دعم هذه العناصر حتى الآن. كريم عادل عضو فاعل بألتراس أهلاوى "ديفيلز" وجه رسالة تحذيرية إلى ألتراس زملكاوى، قائلا "الألتراس الأهلاوى يدرس حاليا كيفية الرد على الاعتداءات التى قام بها بعض أعضاء الألتراس الأبيض على مقر النادى الأهلى"، وأكد أن هذه الجماهير هى التي بدأت باتباع أساليب "الهوليجن"، الذى يشتهر بأساليب التخريب والمشاجرات والقيام بالسب خلال المباريات. وأضاف كريم أن عملية التواصل بين أعضاء الألتراس تتم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أو موقع جماهير النادى، باعتباره أسرع وسيلة لإبلاغ مواعيد التجمع وأماكنها، موضحا أنه يتم التجمع أسبوعيا يوم الجمعة فى التاسعه صباحا بمكان متفق عليه مسبقا، للتدريب على طرق التشجيع والعبارات، التى سيتم ترديدها خلال كل مباراة. وأشار إلى أن القاهرة الكبرى تم تقسيمها إلى أقسام، فهناك مثلا قسم الجيزة وآخر لشبرا، وهناك أيضا للسيدة زينب، وكلها يتم التدريب بها على كل الأمور الخاصة بالألتراس. عبدالله صلاح عضو "فاعل" أيضا بالألتراس الأهلاوى –بكالوريوس هندسة القاهرة- لفت إلى أن عملية تمويل "الدخلات"، يتم تمويلها بشكل ذاتي، رغم أنها تتكلف آلاف الجنيهات، ولم يتلق أى عضو بالألتراس أى مبالغ فى سبيل تشجيع الفريق. وكشف صلاح عن أن أحد رموز كرة القدم "الأهلاوية" فى مصر عرض تمويل الألتراس الأهلاوى بمبالغ ضخمة، فى سبيل توجيه الشتائم لأحد الشخصيات "الزملكاوية" خلال المباريات، إلا أن الألتراس رفضوا ذلك. من جانبه اتهم رامى محيى، طالب بكلية الإعلام، وعضو ألتراس زملكاوى أو ما يعرف "وايت نايتس" جماهير الأهلى بعدم التحلى بالروح الرياضية خلال المباريات، وشدد على أنها سبب خرق اتفاق التهدئة، الذى تم بين رؤساء ألتراس "الأهلى والزمالك والإسماعيلى"، من خلال حرق بعض الجماهير البيضاء، وكذلك ما حدث مع جماهير الإسماعيلى خلال مباراتهم قبل الأخيرة بالدورى. المعلق الكروى محمود بكر أكد لبوابة الأهرام أن "الألتراس" ظاهرة جديدة فى كل مدرجات الفرق المصرية، موضحا أنها أثرت الملاعب بمجموعات من الشباب المثقف، داعيا هذه المجموعات إلى الابتعاد عن استخدام "الشماريخ" وقنابل الدخان وخروجهم عن النص. أما ما يتعلق بالأحداث التى تقع قبل أو بعد المباريات، فوصف بكر العناصر التى تقوم بذلك بأنها مجموعة "بلطجية" لا علاقة لها بكرة القدم، مطالبا الأمن بالتعامل معها بشكل حازم، رافضا اتهام أى مسئول بالأندية بالوقوف بشكل غير مباشر للأحداث الأخيرة. وطلب دكتور نبيه العلقمى عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى كل مجالس إدارات الأندية بعمل كشوف لأسماء أعضاء الألتراس، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث، مشيرا إلى أن التواصل معها خير وسيلة، لمنع سلوكيتها السلبية. ونوه بأن كاميرات المراقبة، التى بدأت الشرطة نشرها داخل وخارج الاستاد، إحدى الوسائل الجيدة، التى ستساعد فى حصر 90% من العناصر المشاغبة والتعامل معها. وقال د.نبيه إن العائلات المصرية التى ظهرت بشكل كبير بالاستادات فى كأس الأمم الأفريقية بمصر عام 2006، تراجع عددها بسبب "الألتراس"، الذى لا نعرف مصادر تمويله حتى الآن.