أحيت سفارة كوريا الجنوبية الذكرى ال70 لإعلان القاهرة الصادر في نوفمبر 1943- الذي منحها الاستقلال عن الاحتلال الياباني- الذي جثم على أرضها 40 عامًا. جرت مراسم الاحتفالية بنفس مكان تدشين إعلان الاستقلال تحت سفح الأهرامات- والذي شارك في صياغته الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والرئيس الصيني شيانج كاي شيك، خلال اجتماعهم بالقاهرة. شارك بالاحتفالية التي أقيمت مساء اليوم الأربعاء، محافظ القاهرة ومندوب عن وزير الخارجية، ومساعده للشئون الآسيوية السفير أحمد إسماعيل، وشخصيات سياسية وأكاديمية مصرية، بجانب السفير د.محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، واللواء سامح سيف اليزل رئيس جمعية الصداقة المصرية الكورية. ووسط حضور كبير لعائلات مصرية.. أدى طلبة قسم اللغة الكورية بكلية الألسن مقطوعة موسيقية لأبرز معالم الفنون الكورية، والتي لاقت استحسان الحاضرين. وقرر السفير الكوري لدي القاهرة كيم يونج سو، إطلاق جمعية الصداقة المصرية الكورية بالتزامن مع هذه الاحتفالية، التي اعتبرها تمثل جسرًا للصداقة والتواصل بين البلدين والشعبين، مشيدًا بما بلغته العلاقات على كل المستويات. وقال السفير الكوري، إنه زار أماكن عديدة بينها بوتسدام خلال شهر سبتمبر الماضي وتذكر إعلان القاهرة، لكن خطر في مخيلته أنه لا توجد في المدينة الأوروبية أهرامات كتلك التي توجد في مصر، التي شهدت على مولد إعلان استقلال كوريا، وأكد أنه يحظى بتقدير كبير لدى شعب بلاده وسيظل كذلك على مر العصور. وقال إنه في هذا المكان فندق "مينا هاوس" تم غرس شجرة باسم كوريا كما أن الكثير من الكوريين الذين سيفدون إلى مصر سيحرصون على زيارة هذا المكان وإلقاء نظرة على الشجرة، في الوقت الذي سينتظرون المزيد من التطوير للعلاقات الثنائية مع الشعب المصري. وقال تشوي مين جا وهو أكاديمي كوري وأستاذ تاريخ بجامعة سونج شين للبنات، إنه درس وتعلم في الجامعات المصرية وأقام في مصر لمدة 11 عامًا، وبرغم هويته وجنسيته "الكورية" لكن "مصر هي قلبه وفؤاده". كان السفير الكوري قد عرض في مستهل الاحتفالية لتاريخ العلاقات بين البلدين، وأشار إلى أنه عمل في القاهرة عام 1982 وأن ابنته ولدت بمستشفى المعادي لذلك فإن مصر محفورة في قلبه بسبب هذه الذكري السعيدة. وأعرب عن سعادته للعودة إليها سفيرًا لكي تتحقق المقولة، إن "من يشرب من مياه النيل لا بد له من العودة إليها وإن طال الزمن"، ونوه بمكانة مصر جغرافيًا وسياسيًا كنقطة ارتكاز بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، منوهًا بحجم التبادل التجاري الذي وصل 1.3 مليار دولار بجانب ما بلغته العلاقات الثقافية والشعبية من تطور كبير. ونوه أيضا بتعداد السياح الكوريين الزائرين إلى مصر الذين أكد أنهم كانوا في تزايد وصعود مستمر ، لولا ثورة 25 يناير 2011 وبرغم ذلك فقد زار مصر بعدها أكثر من 26 ألف سائح كوري، كانوا قد بلغوا 68 ألف عام 2007، وسوف يتزايد العدد مع استقرار الأوضاع حاليًا.