هدد عبدالفتاح إبراهيم رئيس الإتحاد العام لنقابات عمال مصر، الحكومة إذا لم تستمع إلى مشاكل العمال وتعمل على حلها أنه سيدرس تصعيد الأمور بشكل سلمي لا يهدد الاقتصاد الوطني، ولا الوقوف في الشارع ولكن سنستطيع استعادة حقوق عمالنا كما نريد، مؤكدا على أن العمال لن يكونوا مرة أخرى "مطافي" الحكومة، واصفا العلاقات بين العمال والحكومة ب"الخراطيم المقطوعة". وأضاف رئيس الاتحاد، خلال كلمته أمام المؤتمر العمالي الشعبي بالسويس الذي نظم اليوم الخميس، أن من ينادي بالتعددية النقابية عليه أن ينظر أولا إلى قانون العمل سيئ السمعة، ويعمل على تغييره فورا، لأن أصحاب الأعمال يواصلون التعسف ضد العمال رغم حصولهم على حكم بعودتهم للعمل إلا إنه لا ينفذ، ووصف القانون بالجائر والظالم مطالبا إنصاف العامل طبقا لشعار الثورتين عيش حرية كرامة وعدالة اجتماعية، قائلا "التعددية من غير سبب قلة أدب"، ومن ينادي بها "خائن" لوطنه ودينه وأنه مخطط صهيوني، بحسب قوله. وأوضح: "إذا كان زملاؤنا في الصفوف الأولى أخطأوا، فإن القادمين سيعبرون عن أمل وطموحات أحمد فهيم مؤسس الحركة العمالية". وطالب النقابات المستقلة بنزول الانتخابات القادمة للعمال والفيصل بينها وبين القيادات العمالية والعمال هي الصناديق. وأوضح إبراهيم، أن اللجنة الفنية بالاتحاد قد انتهت من مراجعة مشروعات قوانين العمل والتأمينات الاجتماعية، موضحا أن هذه التعديلات ضمن المشروعات التي ستعرض على الحكومة والحوار المجتمعي يوم 3 نوفمبر القادم. وأضاف، أن الاتحاد العام يعمل في الإطار الصحيح لثورة 30 يونيه وأن مشاركتنا في خريطة الطريق تقوم على تصحيح المسار، مؤكدا "نحن مستمرون في الدفاع عن نسبة ال 50% للعمال والفلاحين التي انتزعها اللواءات والمستثمرين في الماضي". وتابع: إذا لم نتمكن من الحفاظ على النسبة سوف نعلن انسحابنا من لجنة الدستور، مؤكدا "سنقود مظاهرة أمام مجلس الشورى لتأكيد التمسك بهذا الحق". لافتا إلى أن الاتحاد العام يعكف حاليا على إعادة تشكيل الاتحادات المحلية العمالية بالمحافظات من خلال اختبار العناصر المعطاءة بعد أن كان دور أعضاء هذه الاتحادات للوجاهة فقط. وقال "نحن نأمل بأن نعيد للحركة النقابية المصرية دورها التاريخي ومكانتها في الوطن العربي والدولي"، مناشدا أعضاء المنظمات النقابية بالتواجد وسط العمال والتفاعل مع همومهم لأن اهتمامنا بملف العمال يعني مواجهة للحكومة التي ستواجه ثورة الجياع إذا لم تراعِ حقوقهم المشروعة. وقرر رئيس الاتحادالاستجابة لعمال السويس في طلبهم بإنشاء مبنى للاتحاد المحلي بالمدينة ويكون مقرا دائما للعمال في السويس. وطالب السيد غنيمى رئيس الإتحاد المحلي لعمال السويس خلال كلمته، الحكومة بحد أدنى للأجر وليس على الدخل، موضحا ضرورة إعادة النظر فى قانون العمل السيئ، كما شدد على إعادة أسعار السلع إلى ماقبل ثورة 25 يناير، وأن يتم ربط الأجر بالأسعار وليس بالإنتاج، وإضافة العلاوات الاجتماعية للأجور وليس حسب ظروف كل منشأة وضرورة الاحتفاظ بحق العامل فى التظاهر السلمى، مؤكدأ أن الحكومة تدعم القطاع العام وعماله لأنها الأب الشرعي له، لافتا إلى أنه على الحكومة أن تقدم الدعم للقطاع الخاص لتعثره الواضح بعد الثورة. وأشار إلى أنه على الدولة مساعدة الشركات الخاصة والعامة وذلك من خلال إغلاق منافذ التهريب للبضائع ضاربا المثل بأن كيلو المنتج بالغزل والنسيج المهرب بلغ 28 جنيها، والمنتج المصرى المصدر ل 34 جنيها مما يؤدي إلى وجود تفاوت كبير فى الأسعار فضاع الاقتصاد المصري من إثر ذلك. وفي نفس السياق أوضح جمال دسوقي نائب رئيس اتحاد عمال مصر، أن معركة صمود شعب السويس بكافة طوائفه العمالية وغيرها كانت منذ رفضة هزيمة 5 يونيه 67 وتحويل المستشفيات والملاجئ لمراكز إيواء ثم حرب الاستنزاف حينما عاشت المدينة تحت قذف ولهيب المدافع، مؤكدا أن عمال السويس هم "رجالة بجد"، كانوا وقودا لثورة 25 يناير. وأكد محمد سعفان نائب رئيس الاتحاد، أن شعب السويس هو من أقوى الرجال الذين تحملو الأعباء مع القوات المسلحة منذ الاستعمار وحتى الأن، مقدما التحية للمرأة المصرية خاصة السويسية مؤكدا أن النظرة الحقيقية للمرأة السويسة أنها تحملت العبئ الأكبر في كل شيئ، من صبر وكفاح وتقديم شهداء. وأوضح محمد سالم الأمين العام بالاتحاد، أن محافظة السويس هي 56 و67 و73 و25 يناير و30 يونيه، مؤكدا أن منذ تشكيل مجلس الاتحاد العام الجديد وقررنا الابتعاد عن جلسة المكاتب، والنزول للعمال بالشارع وأول محافظة بدأنا بها هي مدينة السويس الباسلة. وقال: إن الاتحاد بقيادات استمع لكافة مطالب عمال السويس ونتعهد بتقديم حلول وأنتم قوتنا التي سنأخذ الحقوق بها، وإذا لم نقدر سوف نترك مناصبنا ونمشي، وأكد أن اتحاد عمال مصر سوف يحافظ على حقوقكم قائلا "وده مش كلام إنشا". وطالب السيد حسين - أحد المكرمين القدامى- ومدير عام شئون الثقافة العمالية، عبدالفتاح إبراهيم رئيس اتحاد العمال بضرورة توفير مبنى للاتحاد المحلي للعمال بالسويس إسوة بالمحافظات الأخري، فضلا عن أن يتم ربط تكريم العمال في العيد القومي للسويس بشكل مستمر حتى تتخذ الصبغة الرسمية في السويس. وطالب بضرورة الاهتمام بالتثقيف وتوفير الدورات التثقيفية حتى نستطيع أن نخرج نقابيًا مميزًا يستطيع الدفاع عن حقوق العمال خاصة أن المؤسسة الثقافية العمالية تابعة لاتحاد العمال، مطالبا بضرورة العمل على زيادة الإنتاج وتغيير قانون العمل السيئ.