تعرض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجددا، لسيل من الانتقادات لغياب موقف واضح له من الهجرة في معرض تدخله في قضية فتاة من "غجر الروم" طردت وعائلتها من فرنسا إلى كوسوفو في الأسبوع الماضي. وأثار قرار هولاند بإجازة عودة ليوناردا التلميذة البالغة 15 عامًا بمفردها إلى فرنسا بعد طردها وعائلتها ذات الوضع غير المشروع، الكثير من التساؤلات وسط ضجة كبيرة. ورفضت ليوناردا هذا العرض الذي قدم على أنه بادرة إنسانية، لكنه يؤدي إلى فصل فتاة عن عائلتها ومعاملتها بشكل مختلف عن أشقائها وشقيقاتها الخمسة. واعتبرت صحيفة ليبراسيون اليسارية اليوم الأحد، أن الرئيس الفرنسي اختار "أقل السيناريوات احتمالا" في خيار "غريب بقدر ما هو غير محتمل" بحسب لو جورنال دو ديمانش. وصرح القيادي الوسطي فرنسوا بايرو أن "العاطفة مشروعة، لكن عندما يكون المرء رئيس دولة، فعليه ألا يمزج العواطف وواجبات الحكم وواجب السلطة". وقد أثار توقيف الشرطة لليوناردا في أثناء رحلة مدرسية في 9 أكتوبر يوم طرد العائلة كلها إلى كوسوفو، تعاطفا في أوساط اليسار وأدى إلى تظاهر آلاف تلاميذ المدارس احتجاجا. وصرح وزير الداخلية مانويل فالس في مقابلة مع جورنال دو ديمانش ان طلب اللجوء الذي قدمته عائلة ديبراني "رفض سبع مرات واحتوى وثائق مزورة" مؤكدا أن إعادتها إلى كوسوفو "كانت بالتالي مبررة". وتساءل "كيف يمكننا القبول بألا يكون طلب الهجرة، إلا ذريعة للبقاء في فرنسا؟". كما فرنسوا فيون اتهم أحد رموز اليمين الذي سيترشح في انتخابات 2017 الرئاسية هولاند "بتردد كاريكاتوري". وأشار استطلاع للرأي أجرته مؤسسة بي في ايه إلى أن 75% من الفرنسيين أيدوا موقفه في قضية ليوناردا. لكن شعبية هولاند ظلت في أدنى مستوياتها في أكتوبر بنسبة 23%، فيما تراجعت شعبية رئيس وزرائه جان-مارك ايرولت نقطتين لتصل إلى 28% بحسب استطلاع أجراه معهد ايفوب لصالح جورنال دو ديمانش.