أظهرت وثيقة أمنية تم تسريبها من وزارة الداخلية التونسية، أن الإسلامي الليبي عبد الحكيم بلحاج قائد المجلس العسكري لمدينة طرابلس دبر "أعمالاً إرهابية" في تونس. ونشر الناشط الحقوقي طيب العقيلي خلال مؤتمر صحفي نسخة من هذه الوثيقة التي أرسلتها الإدارة العامة للأمن العمومي بوزارة الداخلية يوم 4 يناير 2013 إلى رؤساء مديريات الأمن في مختلف ولايات البلاد. وكان العقيلي نشر الشهر الماضي وثيقة أمنية مسربة حذرت فيها المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) وزارة الداخلية التونسية في 12 يوليو 2013 من اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي الذي قتل بالرصاص يوم 25 يوليو 2013. وأقر وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو (مستقل) بصحة هذه الوثيقة، ودفع بأن القيادات الأمنية في وزارته لم تعلمه بها إلا بعد اغتيال البراهمي. وقالت الإدارة العامة للأمن العمومي في الوثيقة التي عممتها على مديريات الأمن في تونس في 4 يناير 2013 أن عبد الحكيم بلحاج "يرتبط بعلاقة بأحد التنظيمات الإرهابية"، وأنه دخل إلى تونس سرًا مع مواطنه سالم الواعر (عقيد سابق بالجيش الليبي) ومجموعة من ثوار مدينة الزنتان الليبية وبعض المهربين التونسيين والليبيين لتنفيذ أعمال "إرهابية". ولم تسم الإدارة التنظيم "الإرهابي" الذي يرتبط به بلحاج فيما رجح مراقبون أن يكون جماعة "أنصار الشريعة بتونس". وصنفت السلطات التونسية مؤخرًا جماعة أنصار الشريعة "تنظيمًا إرهابيًا" وأصدرت بطاقة جلب دولية ضد مؤسسها سيف الله بن حسين الذي ترجح وزارة الداخلية ان يكون هرب إلى ليبيا. وتتهم السلطات "أنصار الشريعة" باغتيال المعارضين اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير 2013 والقومي الناصري محمد البراهمي وبقتل جنود وعناصر من قوات الأمن في جبل الشعانبي (غرب) على الحدود مع الجزائر، وبإدخال أسلحة إلى تونس تحضيرًا للاستيلاء على الحكم بالقوة وإقامة "إمارة إسلامية". وأضافت الإدارة العامة للأمن العمومي في الوثيقة المسربة أن بلحاج ومن معه دخلوا تونس "بدعوى العلاج بإحدى المصحات الخاصة بالعاصمة (تونس)، والحال أنهم يعتزمون التخفي داخل هذه المصحات والتواصل مع عديد من التونسيين بقصد التحضير للقيام بأعمال إرهابية". وقال طيب العقيلي إن رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي (الأمين العام الحالي لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة) وعلي العريض (وزير الداخلية السابق، ورئيس الحكومة الحالي) زارا عبد الحكيم بلحاج في المصحة. ونشر العقيلي صورة للجبالي يعود بلحاج في المصحة. وقالت الإدارة إن عبد الحكيم بلحاج "تلقى دعمًا ومساندة من التونسي مصباح البشيري أصيل (منطقة بن قردان، التونسية الحدودية مع ليبيا) الذي يساعده على الدخول والخروج إلى بلادنا عبر الشريط الحدودي". وقال طيب العقيلي إن مصباح البشيري "مدرب رياضة الكاراتيه ومعروف كأحد كبار المهربين" في بن قردان وإنه "ارتمى بعد الثورة في أحضان حركة النهضة ليحافظ على نفوذه بالجهة".