وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه "جاء دون المستوى وشابته عدة أخطاء"، على حد تعبيرها. وذكرت الصحيفة الأمريكية -في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء- أن أوباما ردد من جديد "تصريحاته البالية وغير الصحيحة بشأن إنهاء واشنطن لعقد من الحروب التي خاضها الجيش الأمريكي في عدد من الجبهات، مشيرة إلى الصراع الدموي الدائر في سوريا، والذي نأى أوباما بنفسه عن التدخل فيه على الرغم من مقتل نحو 100 ألف سوري بينهم أكثر من ألف شخص بواسطة الأسلحة الكيماوية، فضلا عن اشتعال الصراعات الطائفية في العراق وشمال إفريقيا، مما يدل على أن أوباما لم ينه الحروب الأمريكية، ولكنه أنهى حقبة كانت واشنطن قد وجدت فيها شيئًا يستحق القتال من أجله"، على حد وصف الصحيفة. كما انتقدت "واشنطن بوست" عدم حسم أوباما لكيفية تعامل واشنطن مع الأزمة السورية، وعدم اجابته عن عدم تدخل المجتمع الغربي في الصراع السوري في الوقت نفسه الذي أجمع فيه على نزع الأسلحة الكيماوية من سوريا، والتي تؤكد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. واستنكرت الصحيفة عدم قدرة أوباما على التعامل مع الأزمة في سوريا ومعاقبة المسئول عن كم الفظائع والانتهاكات بحقوق الإنسان في سوريا، في الوقت نفسه الذي تعتبر فيه واشنطن نفسها الجهة المسئولة عن محاربة الارهاب وداعمة للديمقراطية، واعتبرت الصحيفة أن خطابه جاء "ضيق الأفق ويعبر عن النهج الأناني لواشنطن في تعاملها مع أزمات المجتمع الدولي التي لا تؤثر بشكل مباشر عليها". ورأت الصحيفة أن تصريحات الرئيس الأمريكي حول أنه "بفضل تعاون واشنطن مع الحلفاء والشركاء أضحي العالم أكثر استقرارًا مما كان عليه قبل خمس سنوات، مجرد "هراء"، لافتة إلى نشاط القاعدة الملحوظ إضافة لاستمرار الصراع السوري الذي أدى إلى عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط ولاسيما اقتراب إيران من الحصول على أسلحة نووية"، كما ورد في الصحيفة. وانتقدت الصحيفة أيضا عدم إشارة أوباما إلى تعزيز الديمقراطية والحريات المدنية أودعم حقوق المرأة من منطقة الشرق الأوسط، معتبرة أن الولاياتالمتحدة لديها هدفين أساسيين مرتبطين ببعضهما البعض وتنصب مصالح واشنطن على تحقيقها وهما التوصل لصفقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين - وهو ما يعتقد انه حلم بعيد المنال- والحيلولة دون مضي إيران قدما في برنامجها النووي المثير للجدل. ورأت الصحيفة في نهاية تقريرها أن هناك فجوة كبيرة بين أفعال أوباما وبين خطاباته، حيث أن الرئيس الأمريكي مستعد للتعامل مع نظام الأسد بل وتأمين بقائه في الحكم على الرغم من كم الفظائع التي ارتكبها، بل وتجاهل القمع في إيران مقابل تخليها عن السعي نحو وتسلط الضوء فقط على برنامجها النووي وتجاهل حقوق المرأة، معتبرة أن الإدارة الأمريكية تحكم وفقا لمصالحها الخاصة.