حالة من القلق يعيشها مواطنون بعد تكرار العثور على العبوات والقنابل الناسفة من قبل قوات الأمن المصرى، وكذلك وقوع عدد من العمليات الإرهابية كان آخرها وأخطرها محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم. وقد يفتقد المواطن العادى معرفة أبسط الأساليب والإجراءات التى يمكنه اتباعها للتقليل قدر الإمكان من الخسائر البشرية والمادية التى قد تنجم عن تلك العمليات الإرهابية، أو اكتشافها مبكرا قبل وقوعها. وعن هذا يقول الخبير الأمنى اللواء نشأت الهلالى، مساعد أول وزير الداخلية ورئيس أكاديمية الشرطة الأسبق، أنه من الاجراءات اليومية التى يجب على المواطن العادى اتباعها فحص سيارته الخاصة قبل استخدامها، سواء بالتأكد من خلو حقيبة السيارة من أية أجسام غريبة، كذلك النظر أسفل السيارة لأنه من الممكن أن يقوم أحد بوضع حقيبة تحوى عبوات ناسفة واخفائها أسفل السيارة، وأكد على ضرورة الإبلاغ الفورى للشرطة فى حالة العثور على جسم غريب داخل السيارة، أو أسفلها. وأكد كذلك أنه فى حالة ملاحظة أى "وجه غريب" بالعقار الذى يقطن فيه المواطن، خاصة بالشقق المفروشة، أو تردد وجوه جديدة بالشارع الذى يقع به العقار، فإن أصحاب العمارات وسكانها يجب عليهم إبلاغ الأمن، وجب ذلك أيضا فى حالة تأجير شققهم خاصة إذا كان المؤجر أجنبى الجنسية. وعلى الجانب الآخر أكد اللواء نشأت على أهمية وجود استجابة من رجال الأمن لمثل تلك البلاغات، حتى ولو كانت بسيطة نظرا للظروف الخاصة التى تمر بها البلاد حاليا، وأن تؤخذ الأمور بجدية ولا يستهتر بأى بلاغ، وأضاف أن كثيرا ما يكون هناك بلاغات وهمية، لكن متابعتها أفضل من التهاون مع بلاغ قد يكون وراءه أمر خطير. وأشار الى أن هناك أماكن قد يصعب السيطرة عليها فى أوقات وجود تهديدات إرهابية، ومن أهم تلك الأماكن التى قد تكون مستهدفة محطات مترو الأنفاق ومحطات السكك الحديدية، ولهذا فإن رحلات السكك الحديدية لا تعمل بكامل طاقتها حتى الآن. وتابع الهلالى أن العمليات الإنتحارية يكون من شبه المستحيل منع وقوعها ،لأن مرتكب العملية يعلم أنه "ميت"، ومن الأشكال التى يتبعها الارهابى القائم بالعمليات الانتحارية أن يتوجه بالسلام على أحد المواطنين لا يعرفه ويحتضنه وفى ثوان يقوم بتفجير الحزام الناسف الذى يرتديه، ولذلك ننصح المواطنين بتلافى السلام أو احتضان شخص لا يعرفه. وحذر من أن الأماكن التى يجب اتخاذ الاحتياط بها، الأماكن العامة كالمواصلات العامة ودور السينما والمسارح والكافيهات، ولهذا فإن رجال الأمن فى تلك الأماكن يجب أن يتخذوا احتياطاتهم خاصة فى حالة ترك أحد المواطنين لحقيبة مجهولة. ومع اقتراب موسم الدراسة بالمدارس والجامعات، شدد اللواء نشأت الهلالى على أن هذا يتطلب سيطرة غير عادية، خاصة مع إلغاء الحرس الجامعى، ولذا يجب أن يكون أمن الجامعات على قدر المسئولية. ويرى أن استمرار أوقات الحظر قد يكون له أثر ايجابى فى الحد من تلك العمليات الارهابية وضبط مرتكبيها، بالإضافة إلى أن له بعد اقتصادى ايجابى فيما يتعلق بالوفرة الاقتصادية فى الغاز والسولار والكهرباء على الرغم من تأثر بعض القطاعات اقتصاديا بأوقات الحظر، لكن الوضع الأمنى حاليا هو الأهم وعلى الجميع التكاتف من أجل إعادة الإستقرار للبلاد. ودعا نشأت الهلالي وسائل الإعلام الى أن تتبنى إعداد "صور تمثيلية" لكيفية التصرف السليم فى حالة العثور على جسم معدنى غريب، من حيث التعامل معه، والاتصال برجل الأمن، وإذاعتها بشكل متكرر سواء في وسائل الإعلام المرئية أو المقروءة أو المسموعة، وأشار غلى أن هذا سيرفع الوعى الأمنى لدى المواطن العادى.