رأت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن التصريحات التى أدلى بها وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل بشأن مصر أمس الاثنين قللت بدرجة كبيرة من وسائل الضغط التى قد يمارسها الاتحاد الأوروبى على مصر. وأضافت الصحيفة ؟ فى مقال نشر على موقعها الالكترونى اليوم الثلاثاء عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى المقرر غدا الأربعاء بشأن مصر- أن معظم المساعدات المخصصة لمصر مجمدة بالفعل حاليا بسبب الإصلاحات الديمقراطية التي تعتبر غير كافية من قبل الجهات المانحة. وتحت عنوان (هل يمتلك الاتحاد الأوروبي الوسائل للضغط على مصر ماليا؟)، أشارت الصحيفة اليومية إلى اللقاء الذى عقده سفراء 28 دولة أوروبية أمس للإعداد لاجتماع رؤساء الدبلوماسية الأوروبية المقرر غدا بالعاصمة البلجيكية في محاولة لتحديد استجابة مشتركة للأزمة السياسية في مصر، وتحديد وسائل الضغط المتاحة. وكشفت "لوموند" عن أن من بين الخيارات التي يجري النظر فيها يأتى تجميد المساعدات التى أعلن عنها الأوروبيون لمصر قبل عزل الرئيس السابق محمد مرسى الشهر الماضى.. مذكرة بأن الأوروبيين قرروا فى شهر نوفمبر الماضى تخصيص مساعدات إضافية لمصر بقيمة5 مليارات يورو، منها 2 مليار تدفع من قبل بنك الاستثمار الأوروبي و 2 مليار من البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، لتضاف إلى حزمة المساعدات التى تبلغ 450 مليون يورو للفترة 2011-2013. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن القطريين، الذين تبنوا وروجوا ومولوا مختلف فروع جماعة الإخوان المسلمون، بما في ذلك مصر، قاموا بزيادة مساعداتهم لمصر بعد انتخاب محمد مرسي حيث خصصت الدوحة مبلغ 3.7 مليار يورو لمصر بالإضافة إلى شراء سندات مصرية بقيمة 2.25 مليار يورو..إلا أن قطر لم توقف مساعداتها (حتى الآن). وأوضحت "لوموند" أنه من بين الجهات المانحة الرئيسية لمصر تأتى كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت والمملكة العربية السعودية الذين خصصوا مبلغ تسعة مليارات يورو (12 مليار دولار) لمصر بعد وقت قصير من الإطاحة بمحمد مرسي. وأبرزت "لوموند" فى مقالها ، التصريحات التى أدلى بها وزير الخارجية السعودى أمس والتى أكد من خلالها أن بلاده مستعدة لتجديد المساعدات لمصر لتعويضها عن تجميد (محتمل) لأموال الاتحاد الأوروبي. وكشفت الصحيفة الفرنسية النقاب عن أن الدول ال28 الأعضاء بالاتحاد الأوروبى لا يتحدثون بصوت واحد حيال هذه المسألة فى إشارة إلى الوضع فى مصر "ففي حين أن الدنمارك أوقفت مساعداتها الثنائية (مع مصر) والتى تعادل 4 ملايين يورو، ودعت شركاءها إلى أن تحذو حذوها، فإن ألمانيا تفضل وقف شحنات الأسلحة". ولفتت "لوموند" إلى أنه فيما يتعلق بالتعاون العسكرى بين مصر والاتحاد الأوروبى، فإن مساعدات الأخير بلغت فى الفترة ما بين 2009 إلى 2011 ما يقدر ب 140 مليون يورو، وهو ما لايقارن بالمساعدات العسكرية لمصر والبالغة 1.3 مليار دولار سنويا.