استنكر أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 إبريل الاتهامات التى يتم توجيهها لدعاة الحلول السلمية والتفاوض من رافضي استخدام القوة فى فض اعتصامات الإخوان لخطورة تداعيات ذلك على مصر، مؤكدا أنهم ليسوا خونة أو خلايا نائمة للإخوان ولكنهم خائفون من الفوضي والدم وتهديد ذلك لاستقرار البلاد، على حد قوله. وقال ماهر فى تدوينة له اليوم الأحد على صفحته الشخصية على "فيسبوك" أنه قبل يومين من فض الاعتصام تلقى دعوة من شيخ الأزهر لحضور اجتماع بالمشيخة لمناقشة كل مبادرات الخروج من الأزمة وكيفية تجنب إسالة دماء المصريين وكيفية تجنب العنف وكيفية الوصول لحل سياسى، لافتا إلى أن الدعوة كانت موجهة لكل الأطراف وكل الأحزاب السياسية وعدد من الكتاب والمفكرين وممثلى المجتمع المدنى. وأضاف ماهر: "كانت هناك أفكار كثيرة مطروحة حول إقناع مؤيدى الرئيس المعزول بفض الاعتصامات والانسحاب من الميادين مع تشكيل هيئات قضائية مستقلة للتحقيق فى أحداث العنف والتحقيق مع المتهمين بالتحريض على العنف بعد تسليمهم، ومناقشة كيفية المضى قدما فى اتجاه المصالحة الوطنية والتعايش السلمى بين الجميع". تابع مؤسس حركة 6 إبريل قائلا: "بداية أود توضيح أن من يتحدثون عن المصالحة والتعايش السلمى ونبذ العنف ليسوا خونة ولا إخوان ولا خلايا نائمة أو مستيقظة.. ولكن هناك تجارب مرعبة حدثت فى دول الجوار كانت فى سياق مشابه ويجب الانتباه إليها حتى لا تحدث فى مصر". وشدد ماهر على أن الدفاع عن السلام والتعايش والمصالحة الوطنية ليس معناه الدفاع عن الإخوان، مؤكدًا أن لا أحد يمكنه أن ينكر أن الاخوان ارتكبوا أخطاء لا تغتفر منذ تولى مرسى للسلطة، بل منذ ثورة 25 يناير2011، وهم من عاندوا وقمعوا واستكبروا واستجبروا، لافتًا إلى أن الحركة وجهت لهم أكثر من تحذير من ثورة ضدهم ان لم يتوقفوا فكان ما كان، كما أكد أنه لا أحد يمكنه تبرير حمل بعض مؤيدو الرئيس المعزول للسلاح فى الاعتصامات أو حرقهم للكنائس فى المحافظات أو هجومهم على الأقسام وقتلهم لجنود الشرطة. وأضاف ماهر متسائلا: لكن السؤال هنا.. ألم يكن يمكن فض الاعتصام بطريقة أفضل؟ ..لماذا لم يتم السماح لشيخ الازهر بطرح مبادرة والضغط على الجميع من اجل الوصول لحل سياسى؟..لماذا تم فض الاعتصام قبل اجتماع شيخ الأزهر بساعات؟..نعم نعلم أنه كان هناك مسلحون فى الاعتصامات ولكن ألم يكن هناك مئات الأبرياء الذين سقطوا فى المعركة لمجرد اقتناعهم برأي ما ؟..وهل نحن مستعدون لتبعات ما حدث؟". واستطرد: "هل قرأنا عن ما حدث فى الجزائر منذ سنوات قريبة وراح ضحية ذلك عشرات الآلاف من الأبرياء؟..ألا ندرك أن دعوات الكراهية من الطرفين واعتبار الأخر عدو يجب قتله تؤدى لفوضى وانقسام حرب أهلية؟..هل نعرف كيف بدأت الحرب الأهلية فى لبنان وكيف لم يكتشفوا أنها حرب أهلية إلا بعد سنوات من خطاب الكراهية والتخوين المتبادل؟". وأضاف المنسق العام للحركة قائلا: "لا ألوم الشرطة والعسكر فقط ولكن ألوم الطرفين.. الإخوان والتيارات الإسلامية أوصلونا لما نحن فيه الآن بسبب الغرور والتعنت والاستكبار ورفض الآخر، وكذلك الجهات الأمنية التى لم تصبر حتى يتم الوصول لحل سياسى يجنبنا الدم والفوضى". واختتم ماهر تدوينته قائلا: "أدعوا الله أن يحفظ مصر والمصريين ويجنبنا الفتن والفوضى، واتمنى أن يتم الاستماع لصوت العقل ودعاة السلمية وأن يتوقف خطاب التخوين والكراهية حتى لا يتطور الوضع للأسوأ".