قال فرانس تيمرمانز، وزير الخارجية الهولندي، إن الوساطة الدبلوماسية فشلت في كسر الجمود السياسي في مصر، لأن الحكام الجدد للبلاد لا يرون أي فائدة من الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين، لكن عليهم القيام بذلك في نهاية المطاف. كان تيمرمانز يزور القاهرة لإجراء محادثات مع السلطات وأحزاب المعارضة يوم انهيار الجهود الدولية الرامية لإيجاد حل وسط وبعد خمسة أسابيع من إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي. وبسؤاله لماذا فشلت الدبلوماسية قال تيمرمانز لرويترز في مقابلة عبر الهاتف "بعد أن تحدثت إلى الرئيس المؤقت ورئيس الوزراء ووزير الخارجية انطباعي أنهم ببساطة لا يرون أي فائدة في هذه المرحلة من الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين". وفي إشارة إلى أن وسائل الإعلام المحلية تستنكر التدخل الأجنبي في شئون مصر قال تيمرمانز: "سواء كانت هناك وساطة أجنبية أم لا.. عليهم التعامل مع حقيقة أنه لا بد من إجراء محادثات مع الإخوان عاجلا أفضل من آجلا". وأعرب تيمرمانز عن قلقه لاحتمالات وقوع عنف قائلا إنه من الواضح أن التوتر يتصاعد وأنه مع خروج المزيد من الناس إلى الشوارع للاحتجاج "سيزيد الميل في القوات المسلحة للقمع وهذا سيصعد الموقف بالتأكيد". وردا على سؤال عما إذا كان الاتحاد الأوروبي يجب أن يوقف المساعدات للحكومة المدعومة من الجيش قال إن قليلا من مساعدات الاتحاد الأوروبي أرسلت منذ بعض الوقت لأن البلاد لم تمتثل لمعايير صندوق النقد الدولي. وقال الوزير "هم في حاجة إلى عودة السياح واستئناف الاستثمار لكني لا أرى أن هذا سيحدث إذا ما استمروا على هذا المنوال". كانت كاثرين آشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على حق في محاولتها تعزيز الحوار بين الأطراف في مصر ويجب أن يواصل الاتحاد الأوروبي هذا المسار. وقال الوزير الهولندي إنه من الصعب تصور كيف يمكن أن تنجح الدول العربية الأخرى في تحولها نحو الديمقراطية إذا فشلت مصر. وأضاف: "ما أراه هنا في مصر رد فعل عفوي غير محسوب في بعض أجزاء النظام السياسي إذ يشعر الناس بالحنين إلى الماضي ليس فقط في الجيش لكن أيضا في جماعة الإخوان المسلمين التي قد تشعر براحة أكثر في منطقة راحتهم التقليدية وهي الا تكون جزءا من النظام السياسي لكن خارج النظام". وقال إن المرحلة الانتقالية في مصر ستستغرق وقتا طويلا ولا يزال هناك أمل في أن تترسخ الديمقراطية وحقوق الإنسان مع مرور الوقت، لاسيما في ظل وجود مؤشرات على أن جيلا أصغر سنا في جماعة الإخوان المسلمين يريد البقاء على الساحة السياسية.