نفى الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم الأربعاء مزاعم روسيا بأن مقاتلي المعارضة أطلقوا مقذوفا مليئا بغاز السارين على ضاحية في مدينة حلب في مارس الماضى، وقال إنه يتعين السماح لمفتشي الأممالمتحدة بالتحقيق في الهجوم. وقال دبلوماسي غربي إن مسئولين رفيعي المستوى من الأممالمتحدة سيتوجهون إلى دمشق قريبا لبحث سبل تذليل العقبات أمام فريق دولي مكلف بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية، لكن لم يتمكن حتى الآن من زيارة سوريا. وقال المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح في بيان إن الجيش السوري الحر يدين بقوة كل أوجه استخدام الأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين وينفي مزاعم روسيا بشأن استخدام الجيش السوري الحر للأسلحة الكيماوية في خان العسل بحلب. وأضاف صالح أن "نظام الأسد" وحده هو من يملك التكنولوجيا والقدرة والاستعداد لاستخدام هذه الأسلحة في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وتابع صالح أن الائتلاف والمجلس العسكري الأعلى طالبا بقدوم مراقبي الأممالمتحدة الى سوريا للتحقيق في استخدام هذه الأسلحة وأن نظام الأسد يرفض السماح لهم بذلك. وقال مندوب روسيا لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أمس الثلاثاء إن تحليلا علميا روسيا أشار بقوة الى المعارضين هم من اطلقوا مقذوفا يحتوي على غاز السارين سقط على خان العسل في 19 مارس وقتل 26 مدنيا وأفرادا عسكريين. وتبادلت الحكومة ومسلحو المعارضة الاتهامات في هذا الحادث إضافة إلى عدد آخر من الهجمات بأسلحة كيماوية. وينفي كل من الجانبين استخدام هذه الأسلحة. وقال صالح إن استخدام الأسلحة الكيماوية لا يتفق مع مباديء وأهداف الثورة السورية. واضاف ان استهداف مدنيين بدون تمييز لتحقيق مكاسب سياسية هو من طبائع نظام الأسد. وتعتبر روسيا -إلى جانب إيران- حليفا وثيقا للأسد وموردا رئيسيا للأسلحة لدمشق. وشككت الولاياتالمتحدة في التحليل الروسي الخاص بحادث خان العسل ودعت مع فرنسا الى السماح لفريق من الأممالمتحدة بالدخول بحرية تامة إلى المواقع السورية التي يشتبه بتعرضها لهجمات بالأسلحة الكيماوية. وشكك دبلوماسي غربي رفيع طلب عدم نشر اسمه أيضا في مزاعم روسيا بأن مقاتلي المعارضة هم المسئولون عن هجوم خان العسل. واستبعد الدبلوماسي فكرة أن حكومة الأسد راغبة في السماح لفريق الأممالمتحدة بالتحقيق فيما حدث في حلب لثقتها في أن المتمردين مسئولون عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في 19 مارس وقال الدبلوماسي إن الدليل المتاح يشير إلى أن الجيش السوري هو من نفذ الهجوم. وقال تشوركين إن خبراء روسا زاروا الموقع الذي سقط فيه المقذوف وأخذوا عينات من المواد الموجودة في المكان. وأضاف أنه جرى تحليل تلك العينات في مختبر روسي معتمد من منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية.