لا شك أن تظاهرات 30 يونيو المطالبة بسحب الثقة من الرئيس الدكتور محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة قد استحضرت بشكل أو بآخر أجواء الثمانية عشر يوما من الموجة الأولى للثورة فى 25 يناير 2011، وترصد "بوابة الأهرام" استعدادات المتظاهرين لهذا الاعتصام وآليات تأمينه وتنظيمه. عايد كامل، منسق اللجنة الشعبية لتأمين المتظاهرين السلميين أوضح فى تصريح خاص ل"بوابة الأهرام" أن اللجنة بدأت فعالياتها لتنظيم الاعتصام السلمي في محيط الاتحادية بداية من الأمس، حيث قامت بتخصيص منطقة مركزية لإدارة الاعتصام السلمي تتشكل من خمس خيام للجان الخاصة بها: الإعاشة، والأمن، والدعم القانوني، وحملة "شفت تحرش"، والإدارة المركزية للاعتصام وذلك بجوار مسجد عمر بن عبدالعزيز أمام المدخل الرئيسي للاتحادية. ولفت عايد إلى أنه سيتم تخصيص زي موحد لجميع أعضائها، وذلك لسهولة التعرف عليهم واللجوء لهم أثناء الاعتصام، معلنا ترحيبها بكل المساهمات العينية وجهود المتطوعين. وأكد عايد أن اللجنة الشعبية بالتنسيق مع حملة "تمرد" وكل القوى الوطنية هي إحدى الجهات الرسمية المعنية بتلقي المساهمات العينية فقط من مياة وعصائر ومعلبات وخيام، وإيصالها للمعتصمين، وذلك حرصًا على توفير مُناخ آمن وملائم لكل المتظاهرين والمعتصمين السلميين. وشدد عايد على أن اللجنة لا تقبل ولا تتلقى الدعم المادى، لافتا إلى تمكنها من توفير مكان لتخزين مواد الإعاشة التى بدأت فى تلقيها منذ الأمس من المتطوعين، وستبدأ من اليوم بتوزيع وجبة عشاء على المعتصمين فى المساء، ومن الغد سيتم توزيع وجبتين بسيطتين للإفطار والعشاء. وحول تأمين الاعتصام؛ أوضح منسق اللجنة الشعبية لتأمين المتظاهرين السلميين أنه بالإضافة إلى تأمين البوابات والمداخل فسيتم تخصيص مجموعات متجولة لتأمين الاعتصام من الداخل، لافتا إلى أعدادها 20 خيمة منذ الأمس تم تخصيص خمس منها للإدارة المركزية للاعتصام، والباقى سيتم تخصيصه للمتطوعين بالحملة، مشيرا إلى أن عدد المتطوعين بلغ حتى الآن 100 متطوع، لافتا إلى أنها تستهدف توفير 116 خيمة قابلة للزيادة، تضم المستشفيات الميدانية واللجنة ومتطوعيها بالإضافة إلى توفير مكان للمعتصمين القادمين من المحافظات ولم يتوافر لهم مكان. وأكد عايد أن مصدر تمويل اللجنة حتى الآن هو الجهود الذاتية للمتطوعين بها ودائرة معارفهم وأصدقائهم وأقاربهم، وأنهم برغم انتمائهم لقوى سياسية وثورية أعلنت دعمها لهم فإنهم اتفقوا جميعا على عدم قبول أى دعم مادى منها حفاظا على أن تبقى الحملة شعبية تقوم بدورها الإنسانى وغير مسيسة. وأشار إلى أن اللجنة قامت بالتنسيق مع جمعية أطباء التحرير للمساهمة في العمل بالمستشفيات الميدانية وتجهيزها، كما تكفلت بتشكيل لجنة للدعم القانوني بالتواصل مع نقابة محامين شمال شرق القاهرة، وسيتم تخصيص خيمة مستقلة للجنة الدعم القانوني بالمنطقة المركزية لإدارة الاعتصام، بالإضافة إلى تخصيص خيمة لمبادرة "شفت تحرش" وتقديم الدعم لها لمساعدتها على القيام بدورها للحد من ظاهرة التحرش داخل الاعتصام، لافتا إلى أنه تم تزويد المبادرة بعدد كبير من "إبر المنجد" التى طرحتها المبادرة كنصيحة للسيدات والفتيات لحمايتهن من التحرش، بالإضافة إلى مساعدة فريق التأمين المتجول فى الحد من هذه الظاهرة المؤسفة. الناشط شادى الغزالى حرب، عضو اللجنة الشعبية لإدارة اعتصام ميدان التحرير أوضح أن اللجنة الشعبية بالتحرير قررت تطبيق آليات الإدارة والتنظيم التى اتبعتها اللجنة الشعبية بمحيط الاتحادية فشكلت لجاناً مماثلة، وبدأت بالفعل منذ أمس فى تدعيم تأمين مداخل ومخارج الميدان، بالإضافة لتخصيص مجموعات من الشباب لتمشيط الميدان بشكل مستمر لحفظ الأمن ورصد أى محاولة لاختراقه أو العبث بأمن المعتصمين وبث الفوضي، لافتا إلى أنه تم تخصيص 4 خيم للإدارة المركزية للاعتصام موزعة على الميدان. وحول الآليات التى سيتم اتخاذها لتجنب اندساس عناصر دخيلة قد تجر المعتصمين للاشتباك بالقرب من وزارة الداخلية أو أى منشأة أخرى من منشآت الدولة؛ أكد شادى أن تلك العناصر يتم إبعادها وإفساد مخططاتها من خلال السيطرة على المنصة الرئيسية، كاشفا عن أن بعض تلك العناصر حاولت بالفعل أول أمس افتعال اشتباك وجر المتظاهرين تجاه شارع محمد محمود، إلا أنه تم السيطرة على الأمر، كما تم تحجيمهم وتخييرهم إما بالالتزام بقواعد الميدان أو الخروج منه. من جانبها أعلنت حملة تمرد عن تجهيزها لجانا شعبية وخطوط ساخنة لتلقي الشكاوى القانونية بالتنسيق مع غرفة عمليات نقابة المحامين، وأوضحت الحملة أنه سيتم الإعلان عن أرقام الخطوط الساخنة اليوم، كما قامت بتجهيز غرفة عمليات تضم أكثر من 50 شخصًا مسئولين عن التأمين الطبي والغذائي وحماية المعتصمين، مشيرة إلى تلقيها العديد من المساعدات الغذائية من المواطنين، للتشجيع على الاعتصام وتأمينه. كما قامت حملة "تمرد" بالتنسيق والاتفاق مع إدارات عدد من المستشفيات الموجودة بالقرب من قصر الاتحادية بحي مصر الجديدة للتأهب لاستقبال أية حالات إصابات محتملة في صفوف المتظاهرين بسبب الحر أو الزحام أو اشتباكات أو غيرها، وهي مستشفيات: مستشفى الحياة، مستشفى برج مينا، مدرسة مينيس، مستشفى الوطني للعيون وهي متخصصة في تلقي إصابات العيون، وتم الاتفاق على أن تكون المستشفيات جاهزة بشكل دائم لتلقي الإصابات. وقال إسلام همام، عضو اللجنة المركزية لحملة تمرد ل "بوابة الأهرام" إن الحملة استعدت لتأمين كل مسيرة بشكل محكم، مشيرا إلى أنه تقرر أن كل مسيرة ستنطلق سيصاحبها أتوبيس طبي لعلاج أي حالة طارئة ونحو 10 آلاف متطوع لحماية المسيرات من أي دخيل أو أي عنصر سيرفع صور لتيارات أو شخصيات سياسية، مشيرا إلى وجود لجنة مشكلة خاصة للعمل على توفير التأمين للتحركات 30 يونيو تضم عشرات المتطوعين من كل المحافظات كانت تعقد اجتماعات بصفة دورية للتنسيق فيما بينها. وأوضح أحمد المصرى، مسئول الطلاب بالحملة وعضو لجنتها المركزية أن الحملة قامت بالتنسيق مع جمعية "أطباء التحرير" والمنظمات المدنية الأخرى لإقامة مستشفيات ميدانية، كما شكلت فرق متطوعين للإغاثة الطبية العاجلة، مشيرا إلى أنه تقرر تجهيز فرقتين طبيتين بميدان التحرير، بالإضافة إلى فرقة من طلاب كليات الطب، وبالنسبة للاتحادية تقرر إعداد 3 مستشفيات ميدانية وعدة خيام أصغر نسبيا كنقاط للإسعافات الأولية كما تشارك فرقة من طلاب كلية طب عين شمس. ومن جهته أوضح د.محمود سعد، عضو مجلس إدارة جمعية " أطباء التحرير" أن الجمعية لديها حتى الآن 75 طبيبا ومسعفا متطوعا تم توزيعهم على جميع المسيرات، مشيرا إلى أنها قامت بإعداد 3 مستشفيات ميدانية موزعة على محيط الاتحادية، موضحا أن المستشفى الأولى (الرئيسية) سيكون فى أول شارع الميرغنى بالتقاطع مع الخليفة المأمون والثانى سيكون عند تقاطع صلاح سالم مع الميرغنى، أما الثالث سيكون فى الكوربة خلف قصر الاتحادية بمدرسة مينيس، لافتا إلى أنه بالإضافة لتلك المستشفيات تم تجهيز ما يقرب من 30 مسعفا بحقائب طبية مجهزة للإسعافات الأولية سيتجولون داخل الاعتصام لتقديم الدعم الطبي لمن يحتاجه. أشار إلى أنهم مازالوا يدرسون التنسيق مع المجموعات والمعتصمين بميدان التحرير، معربا عن توقعه أن يتم ذلك اليوم، موضحا أن ذلك يرجع لحاجة الجمعية للمزيد من الأطباء والمتطوعين. فى سياق متصل بادرت "جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر" عبر حساباتها على مواقع التواصل وحسابات أعضائها ببث نصائح وإرشادات للمتظاهرين والمعتصمين منها ما هو عام ومنها مايتعلق بمحتويات حقائب الطوارئ الطبية للمسعفين مع نشر قائمة بعناوين مستشفيات مصر الجديدة، فضلا عن دليل المتظاهر فى حالة تعرضه للقبض والاعتقال مصحوبا بأرقام الطوارئ والخطوط الساخنة بمحامى الجبهة. الأمر نفسه قامت به مجموعة"لا للمحاكمات العسكرية" عبر نشرها بعض الإرشادات للمتظاهرين والمعتصمين وأرقام تليفونات بعض الحقوقيين فى حالة الحاجة لأى دعم قانونى.