في خطابه الذي امتد لأكثر من ساعتين أمس بمناسبة مرور عام على توليه السلطة زخر خطاب الرئيس مرسي بعدد من الشخصيات في مجالات السياسة والعمال والصحافة والبلطجة، ووجه لهم اتهامات بالتحريض ضد النظام. أول هذه الشخصيات مكرم محمد أحمد، الكاتب الصحفي ونقيب الصحفيين الأسبق، الذي ذكره الرئيس للدلالة على أن فلول النظلم السابق يدعون الثورية الآن، و ونصًا قال الرئيس: " الواحد بيشوف حاجات غريبة .. ناس بتتكلم كأنها من الثوار.. هو مكرم محمد أحمد كان من الثوار؟ نقابة الصحفيين ثارت عليه وطلعته بره واختارت حد تاني وبعد سنتين في وجود الرئيس الطيب بيقول أنا من الثوار. أما أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق وأخر رئيس وزراء في عهد مبارك، فقد حظي بقسط وافر من حديث مرسي.. تساءل مرسي هل يعتبر شفيق من الثوار؟ واتهمه بالتحريض على قلب نظام الحكم ، وأن هناك عددًا كبيرًا من الناس يترددون عليه في الإمارات . أضاف : شفيق قاعد برة البلد وعليه قضايا وبيقول كلام يحرض على قلب النظام، وقال ساخرا كأنه أصبح رمزا للثورة. وفي معرض حديثه عن شفيق كشف مرسي، عن إحدى قضايا الفساد التي تم ستقدم للنيابة تكشف عن تورط شفيق في شراء عدد من الطائرات يبلغ ثمن الواحدة منها الآن 90 مليون دولار، اشتراها شفيق من 8 سنوات ب 147 مليون جنيه من فلوس الشعب الغلبان. وتساءل مرسي شفيق بيطعن على نتائج الانتخابات ليه بعد المادة المادة، من الإعلان الدستوري 28 من الاعلان الدستوري اللى كنا بنقول عليها حاجة سماوية". ومن شفيق انتقل مرسي إلى القضاء الذي حظي بقدر كبير من السخرية في خطابه، وذكر الرئيس اسم القاضي علي النمر، عضو المحكمة التي تنظر قضية شفيق، وقال: إنه قاضي مزور، سبق واتهمه هو 22 قاض بالتزوير في انتخابات 2005 ولم يحقق معه إلى الآن، وتابع" المفروض يخرج صلاحية مع 22 قاضيًا وأنا معايا ملفاتهم". وتكرر ذكر القضاء في مواضع عده مثل "لماذا خرج الناس جميعا براءة لأن القاضي معذور" وهنا كان الدور على المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام السابق، وحمله مسئولية اخفاء تقرير لجنة تقصي الحقائق الأولى، وعدم تسليمه للقاضي أحمد رفعت الذي نظر قضية مبارك الأولى. وقال من المسئول عن عدم وضع اسم شفيق في نظر قضايا قتل المتظاهرين؟ ومن المسئول عن عدم وضع اسم محمود وجدي وزير اللداخلية الأسبق في القضايا؟، وبعد ذلك يطالبون بعودة النائب العام. رجال النظام السابق كان لهم نصيب من خطاب الرئيس، وتحديدا جاء ذكر الراحل كمال الشاذلي، القيادي بالحزب الوطني، واستدعى الرئيس من ذاكرته بعض الكلمات نسبها للشاذلي قال فيها حينما كان عضوا في مجلس الشعب عام 2005": يا دكتور مرسي السياسة نجاسة، وأنتم ناس أطهار سيبولنا النجاسة، وخليكم للطهارة"، وينفجر الحضور في القاعة من الضحك على الكلمات المنسوبة للشاذلي. وفي سياق الحديث عن رجال النظام السابق أتى الرئيس على ذكر فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، متهكًا " ده حتى صفوت الشريف بقى من الثوار، وزكريا عزمي حيبقى بكرة من الثوار ليه لأه، كله بيطلع براءة. حسن عبدالرحمن، رئيس جهاز أمن الدولة السابق، كان حاضرا في خطاب الرئيس وعنه قال: "حسن عبدالرحمن أصبح من الثوار"، واستكمل " اقعد ساكت يا عم اقعد ساكت، طلعت براءة اقعد ساكت إنت وأمثالك.. لسوء حظهم أنا عارفهم كلهم واحد واحد". أما الإعلام فقد تكر ذكره في مواضع كثيرة من الخطاب واتهمه مرسي، بالتركيز على السلبيات فقط وتجاهل الإنجازات التي تحققت خلال عام، وطالبه أن يتوقف عن نشر الشائعات والفتن وخطابات الكراهية، وأن يعمل على توعية الناس ". وفي موضع أخر قال الرئيس " لا اتهم الإعلام كله ولكن لا يمكن السكوت عن نشر الإعلام للأكاذيب والفتن الشاشات هذه ليست مصر. وكان أبرز ما قاله الرئيس عن الإعلام كان عندما تحدث عن محمد الأمين، مالك قنوات "سي بي سي" وأحمد بهجت مالك قنوات "دريم"، وعن الأول قال " الأمين عليه فلوس للضرايب وكل لما نطالبه بالضرائب بيسلط الناس علينا، وبهجت عليه فلوس للبنوك أكتر من 3 مليارات وكل لما نطالبه يسلط الناس في القناة بتاعته علينا". الرئسان الرحلان جمال عبدالناصر وأنور السادات استشهد بهما الرئيس مرسي في خطاب الأمس عندما تحدث عن ارتفاع ديون مصر، وقال إن عبدالناصر استلم الحكم وكانت بريطانيا مدينة لمصر بمبلغ 350 مليون جنيه استرليني، وسلم مصر عليها ديون 2 مليار دولار، السادات رحمه الله زادت المديونية في عهده إلى 21 مليار دولار. كما ذكر الرئيس اسم منير فخري عبد النور وزير السياحة السابق وجودة عبدالخالق وزير التموين الأسبق في حكومة عصام شرف للدلالة على أن المعارضة ترفض المشاركة السياسية مع الإخوان المسلمين وترفض مد يد العون لتحمل الأعباء في هذه المرحلة الصعبة وعن جودة عبدالخالق تحديدا قال الرئيس "رفض اليد الممدودة ". أما أغرب الأسماء التي قالها الرئيس مرسي في خطابه، عاشور البلطجي من الشرقية وفودة بلطجي المنصورة وبلطجي أخر لم يتذكر اسمه من المعادي، يقومون بتأجير البلطجية للهجوم على مؤسسات الدولة وهو ما فتح بابا للسخرية بين قطاعات عريضة من الشعب، بشأن فودة وعاشور والجميع يتساءل من هم؟ وأين هم؟ ولماذا لم يتم القبض عليهم؟د