أن يقرر الفنان اعتزال فنه والاتجاه إلى عبادة الخالق فهو أمر وارد، وليس بجديد على الساحة لكن أن يتحول الفنان من شخص يجتمع الجميع على حبه ودفء صوته إلى شخص يحمل السلاح ويهدد بالقتل أيا كانت الأخطاء التى ارتكبت في حقه هذا هو غير المألوف ولم يسبق لنا مشاهدته من قبل. تلك هى حالة الفنان اللبنانى فضل شاكر، الذي أعلن اعتزاله عن الفن منذ فترة، وأعتقد الجميع أنه قد نهج مسلكاً آخر في منتصف العمر قد يجعله أكثر أكثر قرباً من الله، يبتعد فيه عن أضواء الشهرة والإعلام. وبالرغم من أن خبر الاعتزال لم يكن مصدقاً في البداية حيث إنه قد تم الإعلان عنه منذ عام 2010 إلا أنه استمر بعد ذلك لفترة بسبب وجود ارتباطات فنية في عقود العمل الخاصة به مما جعل القرار يتأخر لفترة حسبما كان يتردد. وبعد إعلانه الاعتزال، أحترم الكثيرون قرار فضل شاكر، واعتقدوا أنه سيكون ضيفاً خفيفاً عليهم يقدم لهم الابتهالات الدينية والأناشيد لكن سرعان ما تحولت المحبة والاحترام الذى كان يتمتع به فضل شاكر منذ ظهوره على الساحة الفنية إلى حالة من الدهشة والاستياء التى جعلت البعض لا يصدق أن هذا الفنان ذا الإحساس الرقيق من الممكن أن يتحول من فنان يحاول اسعاد الناس إلى شخص يحمل سلاحا ويشتم ويهدد بالقتل. ولعل الصورة التى انتشرت صباح اليوم على مواقع التواصل الاجتماعى، ويظهر فيها فضل شاكر حاملاً لسلاح آلى، كانت خير دليل على ذلك، مما تسبب في صدمة كبيرة لمحبيه. الصورة التى انتشرت ل شاكر وهو حاملاً سلاحاً بيديه، كانت ضمن مشاركته لجماعات الشيخ السلفي أحمد الأسير، والذى قد نادى المسلمين السنة في لبنان بنجدته، من الجيش اللبنانى وعناصر حزب الله التي بدأت الحرب عليهم في ساحة مسجد بلال بن رباح بمدينة صيدا اللبنانية، ودخل فضل شاكر في قضية الدفاع عن أهل السنة في لبنان، وطالب اللبنانيين السنة بتكوين ميليشيات مسلحة لحماية أنفسهم مع القتال في سوريا ضد النظام العلوى الشيعى. ومنذ أيام خرج فضل شاكر وهدد رئيس بلدية صيدا وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله بالانتقام منهما جراء التخريبات التي جرت في منزله، حيث أكد شاكر في تصريحات تليفزيونية أن مجموعة من حزب الله، وحركة الأمل بصيدا قاموا بقصف مسجد بلال بن رباح بأسلحة ثقيلة، واقتحموا منزله وسرقوا محتوياته. وهددهم فضل على الهواء وقال: "هناك شهود على نقل المسروقات من الفيللا إلى خارجها بواسطة سيارات، وسرقوا أشياء قيمتها مليون دولار على أعين المخابرات (الشيعية)، وإن لم تعود محتويات الفيللا فلن أتركهم سواء محلاتهم وبيوتهم، وكل شخص في صيدا تابع لحسن نصر الشيطان أصبح هدفًا لى وسآخذ حقى بيدى، لأنه لا دولة وقضاء فنحن نعيش في شريعة الغاب، وهناك فتوى صدرت من علمائنا ومشايخنا لقتل "زعران" حسن نصر الشيطان، ولكنى لن أقوم بشيء الآن لكنى لن أنتظر طويلا، وإلى رئيس بلدية صيدا، أنت يا رئيس بلدية زبالة صيدا.. حارة صيدا، هدف لي، سأقتلك، هذا تهديد منى على الهواء، سأقتلك يا كلب يا خنزير". الدفاع عن أهل السنة والحفاظ على ديننا الحنيف، هو أمر لابد أن يكون في عقيدة كل منا لكن الأخطر هو الدخول في حرب الفتن والصراعات بين المذاهب الطائفية، فبالتأكيد أن حب فضل شاكر وغيره لتعاليم الدين الإسلامى واحترامه له هو أمر ينال التقدير والاحترام ولكن إذا تحول الأمر إلى صراع بمنطق "الغاب" الذى ذكره فضل شاكر في تسجيله التليفزيوني فهو أمر يثير الدهشة خصوصاً من فنان مثله كان الجميع يصفه ب "أمير الرومانسية".