ينتخب الإيرانيون اليوم الجمعة رئيسا جديدا في انتخابات يطمح الإصلاحيون الملتفون حول مرشح وحيد للفوز فيها على المحافظين المنقسمين، بعد أربع سنوات على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد، وما واكب ذلك من احتجاجات وجدل. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة، على أن تبقى مفتوحة لعشر ساعات مع إمكانية تمديد المهلة حتى منتصف الليل في حال كان الإقبال على التصويت كبيرا. كان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله على خامنئي، الذي دعا إلى مشاركة كثيفة بدون أن يبدي دعمه علنا لأي من المرشحين، من أوائل الذين أدلوا بأصواتهم بعيد فتح مراكز الاقتراع، بحسب مشاهد عرضها التليفزيون. وقال خامنئي بعدما أدلى بصوته "ليشارك الشعب لأن الأمر يتعلق بمستقبل البلاد"، مضيفا: "أنصح الجميع بالتصويت وبالتصويت منذ ساعات النهار الأولى". وأوضح خامنئي أن "ازدهار البلاد وسعادتها يتوقفان على اختياركم الشخص الصالح ومشاركتكم في الانتخابات"، مؤكدا أن "الأعداء يحاولون ردع الناخبين عن التصويت وإحباط عزيمتهم". وفي حال لم يحصل أي من المرشحين على 50.1% من الأصوات فإن دورة ثانية ستنظم في 21 يونيو الجاري. ومن المتوقع بدء صدور النتائج اعتبارا من السبت. وتدور المعركة الانتخابية بشكل أساسي بين المرشح الوحيد عن المعتدلين والإصلاحيين حسن روحاني وثلاثة مرشحين محافظين هم وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي. ودعا الطرفان إلى المشاركة بكثافة، الإصلاحيون سعيا لتحقيق تغيير، والمحافظون لإثبات قوة النظام المتهم بأنه أحكم إغلاق الانتخابات لضمان فوز مرشح موال لنهجة، ويراهن الإصلاحيون والمعتدلون على تعبئة المقاطعين الذين تظاهروا ضد إعادة انتخاب أحمدي نجاد عام 2009 وسط اتهامات بحصول عمليات تزوير مكثفة. وتعرضت عندها حركة الاحتجاجات، التي عمت البلاد لقمع شديد ووضع على الأثر المرشحان الإصلاحيان اللذان لم يحالفهما الحظ مير حسين موسوي ومهدي كروبي في الإقامة الجبرية منذ 2011. وهيمنت على الحملة الانتخابية أزمة الملف النووي مع القوى الكبرى والعقوبات الدولية، التي أغرقت البلاد في أزمة اقتصادية مع تخطي التضخم نسبة 30% وفقدان الريال حوالى 70% من قيمته وتزايد البطالة.