قال خبراء من بريطانيا واليابان في دراسة نشرت اليوم الأحد إنه من المرجح أن يزيد التغير المناخي هذا القرن فيضان بعض الأنهار كالنيل والجانج والأمازون ويقلل فيضان بضعة أنهار مثل الدانوب الذي تفيض مياهه حاليًا. وكتب الخبراء في دورية التغير المناخي في الطبيعة أن من شأن نتائج الدراسة أن تساعد الدول على الاستعداد للفيضانات العارمة التي قتلت الآلاف في شتى أنحاء العالم وسببت خسائر تقدر بعشرات المليارات من الدولارات كل عام في العقد الاخير. وأضافوا أن التحذير المبكر يساعد الحكومات على إتخاذ إجراءات للحد من الأضرار مثل إقامة الحواجز لاحتواء ارتفاع المياه وحظر البناء في السهول المهددة بالغمر وزراعة مزيد من المحاصيل المقاومة للفيضان وغير ذلك من الإجراءات. وكتب الخبراء أن من المتوقع على وجه الإجمال أن يشهد هذا القرن "زيادة كبيرة" في تواتر الفيضانات بجنوب شرق آسيا ووسط أفريقيا وجزء كبير من أمريكا الجنوبية. وسيزيد تواتر الفيضانات الجارفة في أغلب الانهار التسعة والعشرين التي شملتها الدراسة بما في ذلك أنهار يانجتسي والميكونج والجانج في أسيا وأنهار النيجر والكونجو والنيل في إفريقيا والأمازون وبارانا بأمريكا اللاتينية والراين في أوروبا. وسيقل تواتر الفيضانات ببضعة من أحواض الأنهار مثل المسيسبي بالولايات المتحدة والفرات في الشرق الأوسط والدانوب بأوروبا. وتوقع الخبراء أن يزيد الماء في شمال غرب أوروبا حيث يجري نهر الراين وأن يقل في شريط عريض يمتد من البحر المتوسط عبر أوروبا الشرقية، بما في ذلك منطقة الدانوب حتى روسيا. ويقول علماء المناخ إن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي عموما إلى زيادة خطر الفيضانات لأن الهواء الساخن يمتص قدرًا أكبر من الرطوبة ومن ثم يسبب مزيدًا من المطر، والنتيجة الإجمالية أن تغيرات الرياح وعوامل أخرى ترجح زيادة كميات المياه في بعض المناطق ونقصانها في مناطق أخرى. كان تقرير أصدرته لجنة علماء تابعة للامم المتحدة عام 2012 يتناول الفيضانات العارمة قال إنه لا يمكن الثقة في التوقعات الخاصة بالتغير في فيضان الأنهار إلا "ثقة محدود" بسبب وجود كثير من العوامل غير المؤكدة. وقال البروفسور مجيب لطيف، خبير الأرصاد الجوية بمركز هلمهولتس لبحوث المحيطات في ألمانيا وهو غير مشارك في هذه الدراسة، إن من المشاكل الأخرى قلة سجلات المطر المتاحة اللازمة لوضع التوقعات. ومع ذلك، فقد تكهن بأن يزيد تواتر الفيضانات المماثلة لما تشهده أوروبا حاليًا مع ارتفاع الحرارة. وارتفع متوسط حرارة سطح الارض على النطاق العالمي 0.8 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية وهو اتجاه أرجعته لجنة خبراء الأممالمتحدة إلى الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة من السيارات والمصانع ومحظات الكهرباء.