حذر الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية من التداعيات الخطيرة للوضع المأساوي الذي تشهده سوريا خاصة في ظل تدخل أطراف خارجية على خط الصراع، مؤكدًا أن الجهود العربية المبذولة الآن تسعى لانجاح مؤتمر "جنيف 2" الذي يستهدف تنفيذ ما ورد في "جنيف 1" للدخول بسوريا لمرحلة انتقالية وتشكيل حكومة بصلاحيات كاملة. ونبه فى المؤتمر الصحفى المشترك مع محمد كامل عمر ووزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة فى ختام أعمال الوزارى العربى الطارئ مساء اليوم الأربعاء، الى أن جنيف 2 ربما يكون الفرصة الأخيرة للأطراف السورية للخروج بحل سياسي يسهم في وقف المأساة الإنسانية في سوريا . وحول ما تردد بشأن خلافات عربية خلال الوزاري العربي قال الأمين العام للجامعة العربية: "لم تكن هناك خلافات بل وجهات نظر مختلفة وانتهى الأمر بالتوافق حول الإدانة الشديدة للتدخل الخارجي في سوريا بما فيه تدخل حزب الله ، فيما جدد لبنان موقفه بالنأي بنفسه". وكشف العربي أن هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية طلب خلال كلمته أمام الجلسة المغلقة للوزاري العربي تقديم دعم ومساعدات بكافة أنواعها للمعارضة السورية . وفي رده على سؤال بشأن الاتهامات الموجهة للجامعة العربية بفشلها بشأن إصدار قرار لوقف إطلاق النار في سوريا ، قال: إن الجامعة استنفدت جميع الوسائل في التعامل مع الأزمة في إطار ميثاقها بل واكثر من ذلك . وأضاف: أن الجامعة منظمة إقليمية وليست عالمية ، مشيرا في هذا السياق إلى مجلس الأمن الذي يمتلك الحق في إصدار قرار لوقف إطلاق النار في إطار الفصل السابع من ميثاقه وهو الأمر الذي فشل في تحقيقه حتى الآن متسائلا كيف تنجح الجامعة فيما فشل فيه مجلس الأمن؟! ولفت العربي إلى فشل المجتمع الدولي في اتخاذ قرار لوقف غطلاق النار في سوريا ، مجددا الدعوة الى بذل جميع الجهود من اجل انجاح مؤتمر جنيف 2 معتبرا المؤتمر هدفا في حد ذاته للبدء في المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة واستكمال المساعي السلمية للخروج من الأزمة السورية وهو ما عملت عليه الجامعة العربية منذ 13 يوليو 2011 حيث زيارته الأولى إلى دمشق ، منوها بدور الجامعة العربية المتواصل من خلال ايفاد بعثة مراقبين عربية وإطلاق مبادرات لحل الازمة باءت بالفشل . وردا على سؤال ما اذا كان هناك تراجع في موقف الجامعة العربية بالنسبة لشغل المعارضة لمقعد سوريا ، قال العربي لا يوجد تراجع ، وشغل المقعد مرهون بتشكيل حكومة أو ممثلين عنها وهذا قرار تم اتخاذه على مستوى القمة العربية . وفي معرض رده على سؤال قال العربي إن الجرائم التي ارتكبت في سوريا لابد أن تقدم للعدالة الدولية وأن يحاسب مرتكبوها. ولفت العربي إلى أهمية القرار الخاص بترام القدس الذي تعتزم إسرائيل إنشاءه في القدس.. وقال إن الجديد في القرار هو التوجه للضغط على الشركات الفرنسية بكل الوسائل الممكنة ، مشيرا إلى أنه ليس فقط ترام أو مترو أنفاق ، ولكنه يربط المدينة ببعض المستوطنات وهذا موضوع خطير منبها إلى أن إسرائيل تتعامل مع الأراضي المحتلة ، على أنها أراض متنازع عليها.