قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية: إن التوافق بين التيار الحاكم والتيارات السياسية عامل أساسي لاجتياز مرحلة انتقال المجتمعات لمرحلة التحول الديمقراطي، لافتا إلى أن حركة النهضة في تونس حرصت على التوافق في سن الدستور للوصول إلى توافقات تيسر عمل المجلس الوطني التأسيي. وتابع الغنوشي، في لقاء شارك فيه نخبة من كتاب وصحفيي مؤسسة الأهرام: أنه ينظر إلى تونس كصورة مصغرة من مصر لما بينهما من أمور متشابهات، حسب قوله. لافتا إلى أنه كان يتوقع ثورة مصر قبل تونس ولكن ما حدث هو العكس وهو "دلالة في التشابه بين البلدين". أما الاختلاف، فهو بحسب رأيه في بدء مصر بلجنة لوضع الدستور فيما بدأت تونس بمجلس تأسيسي نتج عنه نسخة جاهزة من الدستور تطرح الآن للنقاش والتوافق من حولها. وشدد الغنوشي، على دعوته إلى التوافق بين التيارات السياسية موضحا رأيه بأنه لا يمكن لفصيل واحد أن يستأثر بالحكم، ولا يمكن حتي في مراحل الانتقال أو حتي الديمقراطية العادية أن يحكم فصيل ب51% لذا كان التوافق ضرورة لاجتياز مرحلة الانتقال. وضرب زعيم حركة النهضة التونسية، مثلا بالتوافق حول الدستور قائلا: قلنا أن الدساتير ينبغي أن تتضمن ماهو واضح ومتميز ومتفق عليه من الشريعة لاستبعاد هواجس التيارات العلمانية أو الحدثية، حسب قوله. وتابع "الشريعة ليست معني زائد عن الإسلام والتعلق بالكلمات والمصطلحات ليس مفيدا ما دام الناس قد قبلوا بالإسلام". "الإسلام قادر علي استيعاب قيم الحداثة ومن هنا ظهر الإصلاح" هكذا يري راشد الغنوشي، لافتا إلى أن تونس تعيش مرحلة تطرف تشبه ما مرت به مصر خلال حقبة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات لكن، في مصر تأقلمت الحركة السلفية وتركت العنف ووفقت أوضاعها طبقا للقانون ولكن الحركة الإسلامية في تونس لاتزال في مرحلة الشباب ولايزال قطاع من الحركة السلفية "دماؤه ساخنة.. نحسب ألا يمثل خطورة علي المجتمع التونسي السلمي بطبعه". والقي راشد الغنوشي، بالجزء الأكبر من مسئولية مواجهة التشدد والعنف علي وسائل الإعلام خلال لقاء عقدته اليوم "مؤسسة الأهرام" وحضره ممدوح الولي رئيس مجلس إدارتها، وأداره الدكتور حسن أبو طالب رئيس مركز الأهرام الإقليمي وحضره السيد ياسين ومكرم محمد أحمد وصلاح منتصر ونبيل عبد الفتاح وآخرون. وانهي الغنوشي، لقاءه بالتعجب من ربط البعض ثورات الربيع العربي بقوي خارجية قائلا: " هذا انتقاص من شباب وشابات خرجوا بصدور عارية في مصر وتونس لمواجهة الطغاة.. والقوي الخارجية تأتي الآن بعد أن فشلت في التمسك بمبارك وبن علي، للبحث عن مصالحها وهذا حقها".