شن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي اليوم هجوما عنيفا علي حزب الله قائلا: إن حزب الله اختار ان يستنسخ الجرائم الإسرائيلية بحق لبنان وأهله، ليطبقها على أهل مدينة القصير السورية وقرى ريف حمص، فتحول إلى رأس حربة في جريمة موصوفة ينفذها النظام ضد شعبه، بل إلى ما يمكن وصفه بجيش الدفاع الإيراني عن نظام بشار الأسد، الذي يمتلك القدرة على حشد القوات والسلاح الثقيل والعتاد العسكري وقوى الإسناد وخلافه من متطلبات الحروب وآلات القتل، ويجتاز فيها الحدود اللبنانية إلى الداخل السوري دون أن يرف له جفن، وذلك باعتبار ان تلك الحدود هي من الأملاك الخاصة ل"حزب الله" وقياداته، أو هي أملاك إيرانية قررت طهران تطويبها لمسلحي "حزب الله" وكتائب بشار الاسد". واشار إلى أن "قمة المأساة في الجريمة التي يرتكبها حزب الله، ان أحدا في الدولة اللبنانية لا يعتبر نفسه مسئولا عن الحدود، أو عن عمليات الخرق التي تحصل يوميا، أو عن مئات المسلحين الذين قرروا من تلقاء أنفسهم أن يصادروا الدولة وقرارها، وان يعتبروا أن الشعب اللبناني غير موجود وغائب عن الوعي ويمكن اختزاله بحزب الله، بمجرد أن السيد حسن نصرالله اصدر أمرا بذلك". وأضاف: "لقد سبق ان نبهنا الى مخاطر اصرار حزب الله على زج لبنان في الآتون السوري، واعتبرنا أن القصف الذي يستهدف منطقة الهرمل هو قصف مرفوض ومستنكر وغير مقبول، غير ان "حزب الله" الذي يستهين بدماء السوريين ولا يجد غضاضة في المشاركة في المجازر التي تتعرض لها مدينة القصير، لن تضيق ضمائر قياداته في تحمّل دماء مئات أو عشرات المقاتلين ممن يسمونهم قوات النخبة، أو استيعاب الصواريخ التي يريدها حزب الله ان تتساقط على ما يبدو فوق الهرمل ومحيطها، ليبرر قتاله ضد القصير وأهلها. وتابع: "يبقى السؤال الذي يفترض ان يقض مضاجع الباحثين عن دولة غائبة: اين رئيس الجمهورية من كل ذلك، اين حكومة تصريف الأعمال ورئيسها، وأين رئيس المجلس النيابي ومعه كل المجلس والكتل النيابية، وأين قيادة الجيش وسائر الجهات والأجهزة الأمنية من كل ذلك؟"، سائلا: "هل هناك قرار لا يعلم به الشعب اللبناني بتسليم الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والدستورية الى "حزب الله"؟ وهل هناك إقرار من الدولة ومؤسساتها بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو فوق الدولة ومؤسساتها وله وحده حق الإمرة في الشئون المصيرية والحق الحصري في شن الحروب بأي اتجاه يختاره هو او تختاره ايران؟". ورأى أن "حرب حزب الله في القصير وفي الداخل السوري عموما، هي قرار بإلغاء الدولة اللبنانية أو هي في أحسن الأحوال اعلان صريح من جانب الحزب بأن هذه الدولة مجرد أرض سائبة السلطة فيها لمن لديه القدرة على الاستقواء بالسلاح"، لافتا إلى أن "هذه هي الحقيقة المُرّة مهما حاولوا تجميلها، وهي الحقيقة التي يريدون بواسطتها أن يتخذوا من الانتخابات النيابية وسيلة للانقضاض على بقايا الدولة ومؤسساتها"، مشيرا إلى "أننا نبحث بكل أمانة ومسؤولية عن فرصة لإجراء الانتخابات، و"حزب الله" يبحث عن كل الطرق التي تودي بلبنان نحو الهاوية، وهل هناك هاوية أبشع من الانجرار الى المحرقة التي يتعرض لها الشعب السوري المظلوم.