بدأت محافظة قنا، اليوم الأحد، فعلياً تطبيق زراعة القصب بالشتل علي أرض الواقع بعدة أماكن في مراكز وقري المحافظة. وتعتبر زراعة القصب بالشتل هى تقنية جديدة من التطبيقات الزراعية التكنولوجية الحديثة، والتى تلعب دورا مهما ومؤثرا فى زيادة إنتاجية محصول القصب وزيادة فى دخل المزارع. ويقول الدكتور مصطفي الخولي، مبتكر زراعة الشتل ل"بوابة الأهرام": إن الزراعة الجديدة تتيح للمزارع اختصار الوقت بعد حصاد القمح مباشرة، لافتاً إلى أن الزراعة الجديدة تعمل على زيادة إنتاجية الفدان، حيث إن متوسط إنتاج الفدان بطريقة الزراعة بالشتل يصل إلى أكثر من 80 طنًا، وطريقة الشتل تعمل على توفير مياه الرى ، لأننا نقوم برى المشتل ومساحته قيراطان للفدان لمدة شهرين، وبذلك نوفر المياه التى كانت تروى الفدان فى الشهرين. ويؤكد الخولي، أن زراعة الشتل تقوم بتوفير مياه الرى حيث تتم زراعة القصب التقليدية فى أوائل شهر إبريل، وعند زراعة فدان من القصب فى شهر إبريل نقوم بريه عدة مرات، أما فى الزراعة بالشتل فإننا نزرع الشتل فى شهر إبريل، ونروى قيراطين فقط وليس فدانا. ويوضح أن زراعة الشتل تكون مثل الزراعة العادية بعد ذلك، مشيراً إلي أن الفدان الواحد في الزراعة يحتاج فى المتوسط إلى 8000 شتلة تعطى كل شتلة حوالى 7 عيدان قصب تزن فى المتوسط حوالى من 10 إلى 11 كيلو جراما ليعطى الفدان حوالى 80 طن قصب. وأكد الباحثون الزراعيون، أن الغياب المتكرر "لجور القصب" فى الخلف من أهم الأسباب التى أدت إلى ابتكار طريقة زراعة القصب بالشتل، حيث وجود العديد من الجور الغائبة كان يعمل على قله إنتاجية المحصول، وقلة دخل الزراع، وكان الزراع فى السابق يقومون بزراعة العقل مكان الجور الغائبة كي يقللون من فائض الإنتاج. وجدير بالذكر أن الأمر الدائم في زراعة الشتل أنها يجب تقليع الشتلات من المشتل بعناية حتى لا تتعرض لقطع وتهتك المجموع الجذرى للشتلة، وبعد تقليع الشتلات تنقل إلى الحقل المستديم بواسطة مقاطف ويراعى أن تكون تربة الحقل المستديم مستحرثة أى تحتوى على قدر من الرطوبة، ويخطط الحقل المستديم على أبعاد من 90 إلى 100 سم، ثم يجرى عمل جور بين الخطوط بمسافات من 25 إلى 30سم وبعمق 15س، م وتتم زراعة الشتلات فى الجور وبعد زراعة الشتلات يردم حولها بعناية مع إعطاء جرعة تنشيطية من السماد الآزوتى حفنه باليد حول الجورة ثم يتم بعد ذلك الرى مباشرة. وأضاف الدكتور عصام عامر، أستاذ بمعهد المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية، أن أهم المعوقات التى تقابلهم هى كيفية إقناع الزراع بتلك التقنية الجديدة، موضحًا أن الزراع لا يحبذون التقنيات المستحدثة ولكن يميلون دائما إلى إتباع الطرق التقليدية فى الزراعة ودائما يقول علماء الإرشاد الزراعى إن الذين يتبنون الأفكار الجديدة يسمونهم المتبنون الأوائل وهم يتسمون بالاطلاع ووسع الأفق وبالانفتاح على العالم الخارجى. وأضاف عامر أن بقيه المعوقات، تتمثل في مشاكل الزراعة العادية مثل نقص مياه الرى، ونقص الأسمدة ففى تلك الزراعة يجب أن يتوافر ماء الرى عند الزراعة فلابد من الرى بعد الزراعة مباشرة، ونقص ماء الرى عند الزراعة يعتبر معوق رئيسى، كذلك ارتفاع أسعار العمالة يقف عائق أمام تلك التقنية لأنها تحتاج إلى أيدى عمالة كثيرة ولكن فى المقابل من ذلك نجد ارتفاع الإنتاجية من محصول القصب الذى يزرع بتلك التقنية. وأكد عصام أن تلك التقنية في زراعة قصب السكر تعمل كذلك على توفير كمية التقاوى المستخدمة فى الزراعة حيث يحتاج الفدان فى الزراعة العادية إلى حوالى 4 إلى 6 أطنان عيدان قصب للزراعة بينما فى الزراعة بتقنية الشتل يحتاج الفدان إلى 2 طن عيدان قصب، وبالتالى تم توفير أكثر من 1200 جنيه أرباح للمزارع.