أعلن الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا يقوم الآن بإجراء اتصالاته مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية بِشأن الترتيبات الإجرائية والفنية لعقد المؤتمر الدولي لإنهاء الأزمة السورية المتوقع عقده في جنيف نهاية الشهر الجاري، في ضوء المقترح الروسي الأمريكي الذي تم التوافق عليه مؤخرًا بين الطرفين. ولفت العربي في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر اليوم بالجامعة العربية إلى أن الإبراهيمي استعاد حماسه لممارسة مهامه مبعوث مشترك خاصة بعد التوافق الأخير بين واشنطن وموسكو بعد أن شعر في الآونة الأخيرة بأنه لم يتمكن من تحقيق تقدم في مهمته التي بدأت منذ 9 أشهر لحل الازمة السورية. نفى العربي في معرض رده على سؤال علمه بأي ضمانات يكون قد حصل عليها الرئيس السوري بشار الأسد بشأن خروجه من البلاد قبل بدء العملية السياسية الانتقالية التي ينص عليها بيان جنيف في 30 يونيو الماضي. وقال العربي: المعارضة السورية بصدد عقد اجتماعات لها في اسطنبول خلال اليومين القادمين لإتخاذ الخطوات المتعلقة بمشاركتها في المؤتمر الدولي المقترح في جنيف، وذلك بعد انتخاب ريس جديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سواء معاذ الخطيب أو غيره من القيادات المرشحة للمنصب وإنها موضوع تشكيل الحكومة المؤقتة وتوسيع نطاق الائتلاف بحيث يضم جميع الفصائل والتنظيمات السورية. ولفت العربي الى أن الدول العربية اعربت عن تأييدها للحل السياسي الذي بلورته وثيقة جنيف، ودعمته الجامعة العربية. وفيما يتعلق بامكانية استعادة الحكومة السورية لموقعها في الجامعة العربية في ضوء التطورات الأخيرة اشار العربي إلى أن الدول العربية تبنت قرارا بتعليق عضوية سوريا في مؤسساتها واجتماعاتها بعد عدم استجابة النظام لمبادرات الحل التي طرحتها الجامعة، وذلك بالرغم من ادراكها أن سوريا دولة مؤسسة لها. واضاف العربي أنه بعد تبلور قيادة للمعارضة السورية متمثلة في الائتلاف الوطني وتشكيل حكومة مؤقتة قررت القمة العربية التي عقدت في مارس الماضي بالدوحة منح مقعد سوريا للمعارضة. وعلى صعيد القضية الفلسطينية جدد د.نبيل العربي نفيه لما تردد حول اجراء تعديل في المبادرة العربية للسلام خلال زيارة الوفد الوزاري العربي الاخيرة لواشنطن، مشددا على أن الوفد لم يكن مفوضا باجراء أي تغييرات في بنود المبادرة أو نصوصها، مؤكدا أن المبادرة مازالت مطروحة كتجسيد للموقف العربي من العملية السلمية وهي مكتوبة منذ عام 2002 بعد ان اقرتها القمة العربية في بيروت بطريقة دقيقة ومحسوبة، فهي تدعو الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو 1967، ثم تسوية مقبولة لوضع اللاجئين الفلسطينيين طبقا للقرار 194 أو تعويضهم. واشار في هذا السياق إلى أنه كانت هناك تلميحات خلال زيارة الوفد العربي لواشنطن بأن يتم ابداء مرونة عربية يما يتعلق ببعض بنود المبادرة إلا ان الجانب العربي اصر على عدم اجراء أي تعديل أو اعادة ترتيب بنود المبادرة. وسئل العربي حول موضوع تبادل الاراضي بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والذي تم الاتفاق عليه خلال زيارة الوفد الوزاري لواشنطن، ولفت العربي الى أن فكرة تبادل الاراضي مطروحة منذ عام 2008 وليست جديدة، ومن الطبيعي عندما يتم اقرار حل الدولتين فسيكون هناك تحديد لحدودهما بعد أن كان الأمر مجرد خط هدنة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي خلال السنوات الماضية. وحول ما اذا كانت طروحات الوفد الوزاري العربي قد قوبلت بتجاوب من الإدارة الامريكية اشار العربي الى أن الجانب الأمريكي أصدر بيانا عقب زيارة الوفد أكد فيه التزامه بإنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.