أثار القبض على أحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 أبريل موجة من الغضب فى صفوف المعارضة، وبين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، فهو أحد مؤسسى الحركة التى لعبت دورًا بارزًا فى معارضة مبارك وإسقاطه، وإطلاق الشرارة الأولى للثورة. قاد ماهر الحركة لمساندة الرئيس محمد مرسي فى انتخابات الرئاسة بهدف إسقاط واستبعاد الفريق أحمد شفيق المرشح المحسوب على النظام السابق، إلا أن ماهر تحول سريعًا إلى معارضة مرسي ونظامه، وأصبحت الحركة بدورها إحدى فصائل المعارضة الشبابية التى نظمت عدة فعاليات انتهجت فيها أساليب مبتكرة وجديدة استندت إلى الرمزية فى التعبير عن الرفض والاحتجاج وهى أساليب حازت إعجاب البعض، كما حازت انتقاد البعض الآخر، ولعل آخرها كان التظاهر بالملابس الداخلية أمام منزل وزير الداخلية، حيث تم توجيه اتهام التحريض لماهر. ولد أحمد ماهر فى عام 1980 بالإسكندرية وهو أحد أشهر النشطاء الشباب في مصر، تركز اهتمامه على تدريب الشباب المنخرطين سياسيًا وتطوير وعيهم السياسي من خلال مهاراته في استخدام التكنولوجيا الجديدة والشبكات الاجتماعية، وذلك بالإضافة لعمله كمهندس مدنى، كما كانت له مدونة أطلق عليها اسم "عفريت منحوس" كان يسجل من خلالها تدوينات حملت انتقاداته لنظام مبارك، وطرح آليات لمعارضته. شارك ماهر في تأسيس جروب "شباب 6 أبريل" على "فيسبوك"، وهي حملة ناشطة أطلقت في أبريل 2008 تضامنًا مع إضرابات العمال في المحلة الكبرى دعت لإضراب عام فى مصر بذلك التاريخ ، سرعان ما نمت المجموعة لتضم أكثر من 70 ألف منتسب، وبرز ماهر كأحد أبرز منظمي الإضراب العام الأول الذي شهدته مصر وقتها. منذ أبريل 2008 مع نمو المجموعة خرج أعضاؤها المؤسسون بفكرة تأسيس حركة سياسية شبابية معارضة لنظام مبارك، وتم تأسيس الحركة والإعلان عنها فى يونيو من نفس العام، وأصبح ماهر منسقًا عامًا لها وقامت بتنظيم عدة فعاليات واجهت خلالها داخلية حبيب العادلى بقمعها، فتم اختطاف ماهر في مايو 2008، وتم القبض عليه بعد ذلك في يوليو 2008 بالإسكندرية. لعب ماهر دورًا في تنظيم تظاهرات في يونيو 2010 للتضامن مع قضية الشاب السكندرى خالد سعيد، ضحية تعذيب الداخلية، حيث بدأت الاتصالات بينه وبين الناشط وائل غنيم، وتم التنسيق بينهما فيما بعد للدعوة ليوم 25 يناير فى ذكرى عيد الشرطة -الذى تحول من مجرد دعوة لتظاهرة إلى حلم بثورة أنعش الأمل فيها نجاح ثورة الياسمين بتونس- فقاد ماهر الحركة للمشاركة بقوة فى تلك الدعوة والحشد لها حتى تم إسقاط مبارك. بعد رحيل مبارك وتولى المجلس العسكرى مسئولية إدارة البلاد اصطدم ماهر وحركة 6 أبريل مع المجلس العسكرى بعدما اتضح لعديد من القوى الشبابية والثورية المخاطر التى تهدد الثورة وابتعادها عن أهدافها بسبب ما اعتبروه سوء إدارة من العسكرى للمرحلة الانتقالية، وكان رد المجلس العسكرى إطلاق تصريحات عن قضايا تتهم ماهر وأعضاء من 6 أبريل بالتمويل الأجنبي والخيانة والعمالة وهى تصريحات أساءت للحركة وضعفت من قوتها فى الشارع ومصداقيتها لفترة إلا أنها سرعان ما تخلصت من هذا الأثر السلبي بعد ثبات عدم وجود أى أدلة لدى العسكرى على الاتهامات التى أطلقها. وخلال انتخابات الرئاسة خرج ماهر ليعلن موقف الحركة بمساندة مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي بهدف إسقاط مرشح النظام السابق الفريق شفيق وهو موقف تسبب فى توجيه انتقادات لماهر وللحركة واتهامات لها بكونها خلايا إخوانية نائمة أو أنها عقدت صفقة ما مع الإخوان خاصة بعدما تم اختيار ماهر ضمن تشكيل الجمعية التأسيسية، إلا أنه عاد بعد فترة وأعلن انسحابه من الجمعية ورفضه لآليات عملها وأساليب إداراتها وانسحبت الحركة مع غيرها من التيارات المدنية؛ لذا كان من المتوقع أن يخرج ماهر بعدها ليعلن رفضه للدستور وحشد الحركة للتصويت ب "لا" خلال الاستفتاء عليه. لم تكن معركة الدستور هى الصدام الأخير بين ماهر و الرئيس الذى أعلن مساندته له؛ حيث خاضت الحركة صدامات أخرى وجهت فيها انتقادات للرئيس وأدائه بعد مرور ال100 يوم الأولى من حكمه وتباطؤه فى تحقيق وعوده، وفضلت أن تظل تنتقده وتذكره بتلك الوعود باستمرار مع كل إخفاقة، من وجهة نظرها، حتى بدا لها أن الرئيس والنظام الذى يقوده يبتعد تمامًا عن أهداف الثورة، ويركز على تمكين جماعته خاصة مع أحداث الاتحادية وغيرها. فخرجت الحركة فى نهاية فبراير الماضى لتعلن أن ذكرى تأسيسها السادسة ستكون يومًا للغضب فى كل أنحاء مصر، وأعلن ماهر رسميًا فى مؤتمر صحفى عن تنسيق بين "6 أبريل" وبين قوى ثورية أخرى لتوحيد العمل الثورى على الأرض والعمل من أجل إسقاط النظام الحالى؛ لأنه فقد شرعيته؛ ولأنه أصبح أشد قمعًا من نظام مبارك، كما تركزت كتابات ماهر فى الفترة الأخيرة على معارضة صريحة للنظام وشبه اعتراف بالندم على مساندة مرسي فى انتخابات الرئاسة. التصعيد فى لهجة ماهر تزامنًا مع تصعيد الحركة سياسيًا على الأرض ضد النظام ووزارة الداخلية أدخل الجميع فى مواجهة محتدمة كان نتاجها احتجاز 3 من أعضاء الحركة 40 يومًا بسجن العقرب المشدد، وإخلاء سبيلهم أخيرًا؛ ليتم اعتقال ماهر نفسه اليوم على الرغم من مرور أكثر من شهر على فتح القضية.