يصادف اليوم الأربعاء مرور 46 عاما على احتلال إسرائيل الكامل للقدس ، ففي مثل هذا اليوم سيطر الاحتلال على الجزء الشرقي من مدينة القدس وضمها إلى الجزء الغربي المحتل منها، فيما يسميه الإسرائيليون " توحيد القدس". ووسط تسارع وتيرة تهويد المدينة المقدسة، يعتبر الإسرائيليون هذا اليوم مناسبة لإقامةالاحتفالات إذ تقوم جماعات يهودية تطلق على نفسها "مجلس منظمات من أجل الهيكل" بمحاولات اقتحام جماعي لباحات المسجد الأقصى ،بخلاف إطلاق الاحتلال لاحتفالات رسمية وشعبية تحت اسم " يوم القدس". وعن أوضاع القدس الراهنة ومعيشة المقدسيين، ذكرت جمعية حقوق المواطن - في تقرير لها اليوم الأربعاء - أن 8 من أصل 10 فلسطينيين في القدس يعيشون تحت خط الفقر، مؤكدة أن جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية أصلا للسكان. وأشارت الجمعية الحقوقية إلى أن عدد السكان الفلسطينيين في المدينة يصل إلى نحو 293ألفا من أصل 800 ألف مقيم ، مشيرة إلى آثار السياسات الإسرائيلية على الحقوق الأساسية لفلسطينييالقدس. وحسب التقرير، فإن نحو 90 ألف فلسطيني من حملة بطاقة الهوية الزرقاء من القدس يمرون عبر الحواجز بشكل يومي من أجل الوصول إلى العمل أو المدرسة أو الحصول على خدمات صحية وزيارة عائلاتهم". كما تحدث التقرير عن "البنية التحتية السيئة إذ تعاني القدس من نقص من نحو 50 كيلومترا من أنابيب الصرف الصحي، ويعتمد السكان بدلاً من ذلك على حفر الصرف الصحي، وتكرار فيضاناتها التى تسبب مخاطر صحية خطيرة". ويضيف التقرير " إن الطلاب الفلسطينيين الذين يجتازون امتحان الثانوية العامة الفلسطيني يواجهون في الغالب صعوبات في قبولهم في الجامعات الإسرائيلية، بينما لا تعترف إسرائيل بشهادات بعض الجامعات الفلسطينية". أما عن وتيرة الاستيطان في المدينة المقدسة، ذكرت جمعية حقوق المواطن أنه منذ عام 1967، صادرت الحكومات الإسرائيلية ثلث الأراضي الفلسطينية في القدس، وبني عليها آلاف الشقق للسكان اليهود في المدينة. عريقات : ممارسات إسرائيل بالقدس عنصرية من جانبه، أكد صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الممارسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة ما هي إلا تطهير عرقي وخلق لنظام فصل عنصري. وشدد عريقات على ضرورة محاسبة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها المتكررة والخطيرة للقانون الدولي، مؤكدا ضرورة إنهاء ثقافة الحصانة التي تسمح لإسرائيل بالتصرف كدولة فوق القانون. وتابع "خلافا لذلك يعني تواصل أعمال الاستيطان حول وداخل القدسالشرقية ودولة فلسطين مما سيؤدي إلى تدمير الطابع التاريخي والنسيج الاجتماعي للبلدة القديمة والمجتمع المقدسي والفلسطيني وسيقضي على إمكانية تحقيق السلام. يشار إلى أن حكومة الاحتلال قد أعلنت قبل أيام دعمها للأنشطة الاستيطانية في القدس وضواحيها من خلال رصد المخصصات أو افتتاح المشاريع، ووضع المخططات لمضاعفة البناء الاستيطاني في المدينة. إسرائيل تعزز الأنشطة الاستيطانية وأوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الحكومة تعتزم المصادقة على صرف 22 مليون شيكل (6 ملايين دولار) لتعزيز النشاطات الاستيطانية في القدسالمحتلة. وتابعت " مصادقة الحكومة على المبلغ تتم في الذكرى ال46 لاحتلال القدس ،وأشارت إلى أن الحكومة ستقدم تسهيلات لمشاريع البناء الاستيطاني في المدينة المقدسة كتخصيص أراض لبناء مؤسسات تعليمية إسرائيلية وإقامة متاحف طبيعية وغيرها. وعن اقتحامات الأقصى، قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث فى تقرير لها أن نحو 5000 من المستوطنين وأفراد الجماعات اليهودية اقتحموا باحات المسجد الأقصى خلال عام 2011 . فى المقابل، شهد المسجد الأقصى حملة من التشديد والتواجد العسكري والتضييق غير المسبوق على المسلمين الوافدين إليه ، حيث حرم الاحتلال 3.7 مليون فلسطيني من أهل الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى مدينة القدسالمحتلة.