أكدت منظمات حقوقية إقليمية ودولية أن عملية الاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان شهدت انتهاكات وتجاوزات واسعة صاحبت عملية التصويت للاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. ورصدت تقارير المراقبة لتلك المنظمة أن في مقدمة تلك الانتهاكات انطلاق الحملات الدعائية من الكنائس، ووجود حملات ذات طابع ديني عبر بيانات مكتوبة تم توزيعها، وقال موقع "افريقيا اليوم" ان الشبكة الدولية للحقوق والتنمية ذكرت غياب الحياد من قبل بعض موظفي مراكز الاقتراع من خلال حثهم للناخبين بطرق مختلفة للتصويت لصالح الانفصال، علاوة علي أن الحبر المستخدم لم يكن بالموصفات الفنية المطلوبة حيث أنه يشابه الي درجة كبيرة لون بشرة سكان الجنوب، الأمر الذي يصعب معه التعرف علي الناخبين الذين صوتوا، والذين لم يصوتوا، كما تمت ملاحظة أن الأرقام التي كانت تعطي من قبل مديري المراكز عن عدد المصوتين لم تكن تتناسب وحجم إستيعاب صناديق الإقتراع أحيانا، إضافة إلى ارتفاع أعداد الناخبين علي الكشوف في اليوم الثاني مباشرة، وهذا يتنافي مع متوسط الزمن المخصص للتصويت. واضاف الموقع أن من التجاوزات أيضا اختيار مراكز الشرطة والكنائس كمراكز اقتراع بما لايتناسب مع المعايير الدنيا للعملية، فضلا عن تعرض المراقبين للتهديد ومسح الصور التي جري التقاطها والتضييق علي المراقبين بعدم التصوير في بعض مراكز الاقتراع، ومنع جميع المراقبين الدوليين من الخروج من جوبا الي القرى المجاورة إلا بعد الحصول على تصريح من وزارة الداخلية في الجنوب، الأمر الذي أدي الي إعاقة مراقبة الإستفتاء في المناطق المجاورة لجوبا. وقال رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية "د. لؤي ديب" في تصريحات "لافريقيا اليوم" أن الشبكة قبلت بالشكل العام لعملية الإستفتاءالتي صاحبتهاانتهاكات وتجاوزات تمثلت في توزيع (16) بيان عنصري في أول يوم للإستفتاء، وقد وقع الخطأ الأساسي عندما تجاوز قانون الإستفتاء التفريق مابين ضوابط ومعايير المراقبين المحليين وتصنيفهم وقد ساوي القانون بين مراقبي الاحزاب ومراقبي منظمات المجتمع المدني، وأشار الي أن مراقبين من الاحزاب كانوا يرتدون ملابس ودعاية تدعو للانفصال، مشددا على ان المراقب يجب أن يكون محايدا. ولم تقف النجاوزات عند هذا الحد حيث تم رصد تدخل أمني واضح وتدخل من الجيش الشعبي فضلا عن التضييق علي حركة المراقبين، وقال ديب إن أحد مراقبي بعثتهم وهو نرويجي تعرض لعنف ووجهت له اهانات ومسحت كل الصور التي كان قد التقطها، وأضاف ان مراقبا أخر يتبع لبعثتهم وهو فرنسي الجنسية تم تصويب سلاح الي رأسه وطلب منه أن يقدم اعتذارا الي أفراد الحاجز العسكري خارج جوبا لانه لم يكن يحمل تصريحا عسكريا. وأضاف أنهم تلقوا الكثير من الشكاوي عن تصويت أفارقة في عدة مراكز بالجنوب، وزاد : لكننا لم نستطيع أن نوثق ذلك بالدليل كما وثقنا غيره.