مع بدء موسم حصاد وتوريد القمح، كشف خبير زراعي عن أن الفاقد في محصول القمح يتجاوز من القمح بسبب الحشرات والنقل، ويقترب من 15 ألف طن سنويا من الدقيق بسبب سوء التخزين والنقل،كما يلقي سكان القاهرة الكبرى مليارا و46 مليون رغيف سنويا من الخبز المدعم في القمامة لسوء انتاجه. ويوضح دكتور عادل عبداللطيف رئيس قسم بحوث آفات الحبوب والمواد المخزونة بمعهد بحوث وقاية النباتات بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة أن الفقدان في المخابز من أعلي النسب خاصة وان المخابز تنتج ارغفة غير منتظمة الشكل لا يقبل عليها المستهلك، وكذلك الفقد علي المائدة يمكن يقدر بحسبة متوسط استهلاك الفرد وتركه للبابة أو ترك قطعة من الخبز. وتابع: لو قدرنا نصيب الفرد ب 3 أرغفة وأن مقدار ما يفقد منه ربع رغيف ونأتي علي سكان القاهرة الكبري وعددهم 16 مليونًا ونضرب 16 مليونًا في ربع رغيف نرميه فيقدر بنحو 4 ملايين في 365 يومًا فيعني أننا نهدر مليارًا و46 مليون رغيف سنويا. ويقدر الدكتور عادل الخسائر النتاتجة عن نقل وتخزين الحبوب الغذائية خاصة محصول القمح بنسبة 2،3٪ فخسائره من القوارض تقدر ب .9 ٪ والطيور بنسبة 1،1 ٪ مؤكدا أنه إذا تم الحفاظ علي المحصول أثناء النقل والتخزين والحصاد، سيوفر عملة صعبة ويقلل من نسبة الاستيراد. ويشير إلي أن الحبوب في الحقل وأثناء الزراعة تتعرض لعوامل عديدة تساهم في فقد الكثير منها متمثلة في تعرضها للحشرات والقوارض أو مشاركة الحشائش للمحصول في غذائه أو استخدام تقاوي غير مناسبة وطرق ري وتسميد غير مناسبة أو اختلاف مواعيد الزراعة والحصاد. وقد تم تقدير الفاقد الناتج عن الحشرات والأمراض علي مستوي القارات لمحاصيل القمح بنسبة 36،7٪ والأرز 26،8٪ والذرة الشامية 34،4٪ والشعير 24،4٪ والذرة الرفيعة 32،5٪ طبقا لتقرير منظمة الاغذية والزراعة ( الفاو ). وأوضح أن هناك فقدا للحبوب أثناء الحصاد يحدث نتيجة سقوطها علي الأرض (الفرط) أثناء عملية الدراس ، الذي يتم من خلاله تحويل التالف منه إلي تبن للمواشي. ويضيف أنه عند نقل الحبوب للجرن علي ظهور الجمال أو الجرارات طوال فترة النقل تتساقط الحبوب، لذلك الفقدان في أثناء النقل، كما أن التوزيع يعد أهم المراحل التي نفقد قيها المحصول أما بالنسبة لاستخدام عبوات قديمة (أجولة ) فالفاقد يقدر بنسبة 2،5 ٪. وبالنسبة للفقد داخل المطاحن هناك عده عوامل تتسبب في فقد القمح فهناك أصناف طرية وأخري صلبة إذا تم الطحن بصورة مخالفة يحدث فقد في الكمية بالاضافة إلي نسبة الاصابة الحشرية، فالحشرات تستهلك المواد الدقيقية للحبوب، وبالتالي تنخفض نسبة صافي القمح. ونصح الدكتور عادل بضرورة اتباع بعض الخطوات لحل مشكلة الفاقد الذي نعوضه بالاستيراد بالعملة الصعبة في هذه السلعة الاستراتيجية. وأول هذه الخطوات هي خفض المحتويات المائية داخل الحبوب لتقليل الرطوبة، خاصة وأنه كلما زادت الرطوبة عن 12 ٪، يزيد ذلك من تنفس الحبوب وتنتج ثاني أكسيد الكربون وماء وحرارة مما يزيد من وجود الحشرات التي تعتمد في غذائها علي المحتويات المائية . ولكي نقلل نسبة الرطوبة داخل الحبوب لابد من تجفيفها جيدا بعد الحصاد بحيث لا تزيد نسبة الرطوبة بها عن 12 ٪ والمرحلة الثانية أن يتم غربلة الحبوب جيدا من خلال ازالة الشوائب والحبوب المكسورة من خلال فرزها جيدا، بحيث تكون متجانسة في الحجم ثم تأتي مرحلة التخزين فيجب تخزينها في مخازن جيدة التهويةومطابقة للمواصفات. ويؤكد دكتور عادل في تصريحات خاصة ل"بوابة الاهرام " أن الحبوب يجب أن تكون بصفات معينة فيجب أن يكون المخزن له أرضية وسقف وكل 100 متر من مساحة المخزن يلزمها فتحة سفلية لدخول الهواء وفتحة علوية تقدر ب 1.5 متر مربع بعد نصف متر من السقف لكل 100 متر مربع من مساحة المخزن لخروج الهواء، كذلك يراعي أن تكون أرضية المخزن بلاط أو أسمنت وغير ترابية حتي لا يختبيء بها الحشرات وأن يتم دهان الجدران بالزيت لمنع وجود القوارض وتكون الحوائط أسمنتية وخالية من التشققات . واضاف أن التخزين يجب أن يكون علي عروق خشبية بارتفاع 10 سم ونضع بلتات خشبية لرص الأجولة المصنوعة من الخيش ويكون ارتفاعها لايزيد عن 4 أمتار، أما إذا كان المخزون داخل أجولة بلاستيكية فلا يزيد ارتفاعها عن 3 أمتار وتكون بعيدة عن جدران المخزن بارتفاع 1 متر لسهولة المكافحة. وشدد على ضرورة أن تكون هناك أسلاك شبكية لمنع دخول الطيور والحشرات.