شهدت مصر في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد ثورة 25 يناير العديد من الإضرابات، والاعتصامات، والوقفات الاحتجاجية التي تطالب بالكثير من الحقوق الفئوية للعمال ولكن دون جدوى من قبل الحكومات المتتالية منذ الثورة. وتفرق العمال ما بين نقابات مستقلة ونقابات عامة تابعة لاتحاد العمال العام، وعدة مراكز حقوقية وعمالية تعبر عنهم. لكن ظلت فئة العمال من أكثر الفئات تضررًا منذ عقود، ولم يجدوا يومًا حزبًا حقيقيًا يرعي مصالحهم، ويدافع عنهم، وبعد 28 شهر من الثورة لم يجدوا البناء الحقيقي الذي يقدم لهم الرعاية بمعناها الملموس. الكثير منهم لجأ إلى الاحتجاجات والإضرابات للتعبيرعن مطالبهم، إلا أنها لم تكن كافية في ظل تشعب، وتعدد المطالب العمالية والتي زادت بشكل ملحوظ خلال الشهور الماضية حتى أن تقارير كشفت أن هناك حالة إضراب، أو اعتصاما كل ساعتين. كثير من العمال في المواقع الصناعية يبحث عن من يقوم برعايته، وتقديم العون له من التنظيم النقابي إلا أن الكثير منهم لم يجدوا الدعم الكافي لتحقيق ما يبحثون عنه من استقرار. كشف العمال أنهم مضطرون إلى الاندماج في أحزاب سياسية بحثا عن من يقوم بإيصال صوتهم للمسئولين دون أن يكون هناك علاقة لهذه الأحزاب بالعمال فظهرت في الأفق بشكل مختلف ملامح تبشر بتدشين أول حزب عمالي حقيقي هدفه العامل فقط، ومسماه له علاقة مباشرة بسواعد العمل، والإنتاج وذلك قبل أيام من الاحتفال بعيد العمال وهو حزب عمال مصر. يقول شريف إدريس وكيل المؤسسين للحزب، إن الهدف الرئيسى من إنشاء الحزب هو الحفاظ على الطبقة العاملة المصرية بعد أن شهدت انقساما داخلها وصلت لتكوين أكثر من 4 تنظيمات عمالية مما أصاب هذه الطبقة بالفرقة. وأوضح شريف إدريس، أن الدولة نفسها أهملت العمال وذلك بعد أن أقر الدستور الاحتفاظ بنسبة ال 50% عمال وفلاحين داخل البرلمان لدورة واحدة بالإضافة إلى أن اللجنة العليا للانتخابات ومجلس الشورى أقرا أيضا خلو من يمثل العمال فى البرلمان القادم من شروط الصفة الطبيعية. وأكد وكيل المؤسسين أن مصر بها 27 مليون عامل أى حوالى 51% من إجمالى نسبة أصوات المقيدين فى الجداول الانتخابية أضف الى ذلك أصوات أسرهم فكان لزاما أن ندعو لتأسيس هذا الحزب، لهذا الكيان العمالى العملاق، مشيرًا إلى أن الحزب فى طريقه إلى إشهاره بعد أن اقتربت التوكيلات من ال 4 آلاف. وأشار شريف إدريس، أنه من ضمن أهداف الحزب المشاركة الأساسية داخل المجتمع والبرلمان والحكومة، لافتا إلى أن العمال ضاعت حقوقهم في الحقب الفائتة ولذلك لن تترك الفرصة تضيع من بين أيادى عمالنا الذين هم عماد الأمة وأساسها.