وجه الدكتور بطرس بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أمين عام الأممالمتحدة الأسبق رسالة خاصة إلى مهرجان طيبة الثقافي الدولي، الذي بدأ أعماله في الأقصر صباح اليوم، وطالب غالي في كلمته التي ألقيت في حفل الافتتاح بعقد هذا اللقاء بشكل دوري تأكيداً على الروابط الثقافية التي تجمعنا بالقارة الإفريقية. وأعرب الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة عن سعادته بهذا الملتقى، الذي يجمع لأول مرة في الأقصر أدباء الوطن العربي وكبار كتاب إفريقيا. ومن جانبه عبر الكاتب الكبير بهاء طاهر، ضيف شرف المهرجان، عن سعادته بالمشاركة، ووجه الشكر للقائمين على تنظيم المهرجان. وقال طاهر :إن اختيار النيل موضوعا للمهرجان "اختيار موفق لكونه موضوع الساعة، فالنيل هو شريان الحياة ومن دونه لن يكون لمصر وجود". وأشار صاحب "قالت ضحى" إلى أن حضور مصر في الدول الإفريقية مرتبط بنظرتهم إلى النيل كرمز للخير، ومن ثم فالارتباط بإفريقيا ضرورة حيوية، ودعا بهاء طاهر إلى دراسة دور النيل في تحقيق التقارب بين الشعوب. ونوه الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر بدور محافظ الأقصر اللواء سمير فرج، الذي حول المدينة إلى مدينة نابضة بالحياة والثقافة ووجه الشكر للمنظمين، الذين وصلوا بالمهرجان إلى مستوى دولي رفيع. وقال سلماوي: "إن ما يقوله المهرجان أن علاقات مصر بدول حوض النيل يجب أن تكون أشمل وأعم وأهم من جميع العلاقات الثنائية بين مصر وأي دولة مجاورة، مؤكدا أن تأسيس العلاقات الدولية على أسس ثقافية واحدة يضمن استمرارية هذه العلاقات، بعيدا عن تقلبات السياسة. وأعلن رئيس اتحاد كتاب مصر عن توقيع اتفاقيات للتعاون الثقافي المشترك بين الاتحاد وممثلي الدول الأفريقية المشاركة في المؤتمر، بما يضمن استمرار المهرجان. ووجه الكاتب الكاميروني جيمس فونتيم كلمة باسم المشاركين الأفارقة معربا عن سعادته بالتواجد في الأقصر. وتحدث الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد كتاب سوريا نيابة عن الضيوف العرب، مشيرا إلى أن مصر هي أم العروبة والإسلام، ولفت إلى القيمة التي تتمتع بها الأقصر مدينة الشمس، ولفت إلى أن النيل هو صانع الحياة. واهدى جمعة إلى الأدباء الأفارقة المشاركين وردة باسم الوفود العربية بأمل تشكيل خريطة جديدة قوامها المحبة تجسيدا لمعنى "النيل" في اللغة الهيروغليفية وهو "حابي"، بما يعني العطاء. وعرض اللواء سمير فرج محافظ الأقصر خطته في العمل بالمحافظة، مؤكدا أنه بدأ بالحجر ثم توجه إلى تنمية البشر، واستجابته لرغبة أدباء الأقصر في أحياء مهرجان طيبة قبل ثلاث سنوات بالتعاون مع اتحاد الكتاب. وروى التجربة التي تابعتها السيدة سوزان مبارك عند زيارتها لمدارس المحافظة الشهر الماضي، حيث لمست التفوق الإبداعي لتلاميذ المدارس ، الأمر الذي دفعه للقول: "هؤلاء هم أبناء وأحفاد بهاء طاهر وحملة جيناته الإبداعية". وأكد فرج أن وجود هذا المهرجان هو خطوة لتنمية هذا الحس الإبداعي، وأعرب عن أمنياته بافتتاح قصر ثقافة بهاء طاهر خلال الشهور القادمة، وأكد أن المحافظة بصدد وضع خطوات عملية لتأسيس متحف السيرة الهلالية، تحقيقا لحلم ابن الأقصر الدكتور شمس الدين الحجاجي. وفي كلمته أكد أمين عام المهرجان مأمون الحجاجي أن المهرجان خرج من عباءة مهرجان طيبة الأدبي، الذي كان أكبر تظاهرة أدبية في مصر بعد مهرجان أدباء الأقاليم. ودعا الحجاجي إلى تأسيس فرع لاتحاد كتاب مصر بقصر ثقافة الأديب بهاء طاهر، وطالب محافظ الأقصر اللواء سمير فرج بتخصيص ميزانية لضمان استمرار المهرجان سنويا. ويشارك في المهرجان عشرة من كبار كتاب إفريقيا مع أدباء مصر والوطن العربي، من بينهم كاتبة غينيا الشهيرة زينب ضياء الله، والكاتب الأنجولي فرانسيسكو أنطونيو، وشاعر الكاميرون جيمس فونتيم، وكاتبة أوغندا جوسلين بيكاتشو، وآخرين من عشر دول إفريقية، إضافة إلى 18 كاتباً وشاعراً من بينهم بعض رؤساء اتحادات الكتاب العرب. كانت أمانة المؤتمر قد قررت أن يكون الروائي الكبير بهاء طاهر هو ضيف شرف هذه الدورة، وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريم ثلاثة من أدباء الأقصر هم الشاعر أسامة البنا، والشاعر رمضان عبد العليم، والقاص محمد عبد العال المريسي. وقرر محافظ الأقصر منحهم مكافأة مالية قيمتها ألف جنيه مصري لكل منهم. ويواكب المؤتمر صدور كتاب بعنوان غنيوة للسمرة لفراج العين وديوان خاص أعده الشاعر أحمد سويلم، متضمناً القصائد التي كتبت حول نهر النيل لشعراء مصريين وعرب وأفارقة. وافتتحت على هامش المؤتمر عدة فعاليات، منها معرض للكتاب لدار التحرير للنشر والطباعة، ومعرض فن تشكيلي للفنانة رباب طه، ومعرض للصور الفوتوغرافية بعنوان (الأقصر في 100 عام) للأثري فرنسيس أمين . وبمناسبة انعقاد المهرجان تم تأسيس مركز صحفي عالمي تقيمه الهيئة العامة للاستعلامات لخدمة الصحفيين والإعلاميين. ويشهد المهرجان تعاوناً كبيراً من جانب وزارة الخارجية المصرية، إيماناً منها بالدور الحيوي الذي سيلعبه المهرجان في توطيد العلاقات الثقافية مع دول حوض النيل، بالإضافة للدعم السنوي، الذي يحصل عليه المهرجان سنوياً من وزارة الثقافة.