إذا كان الهدف الرئيسي من استخدام التكنولوجيا هو إلغاء آلة الزمن، فإن المستخدم فى الأيام المقبلة يبحث عن الأداة الأسرع والأسهل، لذلك تلوح فى الأفق نذر حرب باردة، ولكن هذه المرة ليس فى عالم السياسة، وإنما فى قطاع التكنولوجيا بين خدمات الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني، من أجل السيطرة على أكبر عدد من المستخدمين. فى دراسة جديدة قامت بها شركة جارتنر - المتخصصة في الدراسات والأبحاث بقطاع تقنية المعلومات - توقعت أنه بحلول عام 2014 يستطيع نحو 3 مليارات مستخدم من سكان العالم البالغين "أكثر من 18 سنة" إجراء العمليات الإلكترونية عبر تكنولوجيا التليفونات المحمولة وبالأخص الرسائل القصرية. وأن نسبة انتشار الاتصالات المحمولة ستصل إلى 90 في المائة من إجمالي سكان العالم، وإلى 6.5 مليار اتصال تجاري فعلي بالخدمات المحمولة سنويا قبل حلول عام2014 ويتلاحظ زيارة انتشار الرسائل النصية القصيرة بصورة كبيرة، بعد أن جعلت شركات المحمول الرسائل القصيرة أسهل في الاستخدام، خاصة بين الشبكات. ومن بين الشركات التي تقود هذه الطفرة شركة جوجل التى تقدم كل يوم جديدا فى عروضها المتكاملة من الرسائل النصية القصيرة للتليفونات المحمولة، حيث تعمل خدمة " جوجل أس أم أس" على جميع مشغلي الشبكات المحمولة في الولاياتالمتحدة. ويستطيع مستخدمو جوجل من خلال هذه الخدمة إرسال رسالة نصية لرقم خاص والوصول الفوري لموارد الإنترنت الهائلة للشركات ومعلومات المنتجات في أي مكان بالعالم. وتوضح شركة جارتنر، أن الرسائل القصيرة وصلت إلى حالة "راسخة" في القطاع التجاري. فالبنوك على سبيل المثال تستخدم التنبيهات منذ سنوات لإبلاغ العملاء بالخدمات الجديدة والمبالغ المسحوبة من الحسابات وغيرها، من خلال الرسائل القصيرة. أما شركات الاتصالات فتنبه المشتركين للتحديثات والتغييرات في الخدمة من خلال الرسائل القصيرة أيضا، وقد سمحت هذه الرسائل للشركات من أي حجم ونوع التعامل مع العملاء بدون أي وسيط اتصالي آخر حتى الآن، مما يعني أن إمكانيات الرسائل القصيرة لا حدود لها. ومن الأمثلة على عوامل تحفيز وازدهار تجارة الرسائل النصية القصيرة كما يوضح بحث الشركة هو، التسويق عبر التليفونات المحمولة، وقد كشفت دراسة عن السوق قام بهما موقع "إحصائيات الاتصالات المحمولة والرسائل النصية القصيرة" عام 2009 في استطلاع للرأي شمل 2000 مشترك للرسائل النصية القصيرة، قال 67% ممن شملهم الاستطلاع إنهم يفكرون في شراء السلع والخدمات مثل الأقراص المدمجة والكتب وتذاكر الأفلام وتذاكر السفر (الطيران وإيجار السيارات) والوجبات السريعة عبر تليفوناتهم المحمولة، وأكدت الدراسة أن 61 % من إيرادات التجارة عبر المحمول كانت نتيجة عمليات الشراء المتكررة. كما كشّفت شركة جارتنر أيضا فى دراسة أخرى أن 20% من مستخدمي البريد الإلكتروني - وتحديداً في الشركات- سيتخذون من الرسائل القصيرة وسيلة أولى للقيام بالاتصالات الخاصة بالعمل بحلول عام 2014. وتوقّعت جارتنر أن البرامج المتخصصة في التعامل مع البريد الإلكتروني التي تُقدّمها شركات مثل مايكروسوفت وغيرها ستبدأ قريباً في الاندماج مع الشبكات الاجتماعية لكى تحاول استمرار خدمات البريد الإلكتروني فى ظل تراجع استخدامه نظرا لتفوق الرسائل القصيرة وسرعتها؛ بحيث يمكن للمستخدم الوصول إلى حسابه البريدي عبر الشبكة الاجتماعية المفضّلة له، وهو نفس الاتجاه الذي تسير فيه برامج المحادثات الفورية للتليفونات الذكية، والذي من المتوقّع أن يصبح اتجاهاً عاماً بعد أقل من عامين؛ وذلك وفقاً لرؤية جارتنر. وترى الشركة، أن أمام الرسائل القصيرة وقتاً ليس بالقصير لتتمكّن من إزاحة البريد الإلكتروني، فبالرغم من اتجاه المزيد من المستخدمين إلى الاعتماد بشكل كبير على الرسائل القصيرة في اتصالاتهم الاجتماعية، وحتى في مجالات العمل، فإن المعدلات ما زالت بطيئة وغير مشجّعة؛ وبالرغم من أن الصراع قد بدأ فإنه يبدو صراعاً طويلاً يتطلّب الكثير من الوقت لحسمه. فهل تستطيع خدمة الرسائل القصيرة إزاحة خدمة البريد الإلكتروني من الساحة التكنولوجية؟ ويصبح التليفون المحمول بخدمته السهلة والسريعة "الرسائل القصيرة" هو سيد عالم التكنولوجيا. هذا ما ستكشف عنه السنوات الأربع المقبلة.