قال الكاتب الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان، إن تركيز واشنطن الآن ليس على العلاقة بين القاهرة وتل أبيب، وإنما على العلاقة المصرية الداخلية، لأن المصريين الآن في حالة صراع داخلي، مؤكدًا أن الرسالة الأمريكية من زيارة كيري هي ضرورة إقامة حكومة وحدة وطنية يشارك فيها كل الأطراف. وأوضح خلال حواره مع برنامج "الحياة اليوم"، المذاع على فضائية "الحياة"، أن كيري سيسمع خلال زيارته لمصر أكثر مما سيتكلم، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تقف على الحيادة بين كل القوى السياسية ولا تميل لصالح حزب على حساب حزب آخر. وردًا على سؤال حول ما نشرته "بوابة الأهرام"، أكد فريدمان أن الاتصالات بين الإدارة الأمريكية وكل أطراف القوى السياسية المصرية سواء الحكومة أو المعارضة مستمرة ولم تنقطع، موضحًا أن الإدارة الأمريكية لديها هدف واحد وهو مشاركة كل أطراف اللعبة السياسية في حكومة وحدة وطنية قادرة على إدارة مصر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها. وأضاف الكاتب الأمريكي القريب من دوائر صنع القرار الأمريكية: "أعتقد أن وزير الخارجية الأمريكية سيبلغ المعارضة المصرية أن قرار مقاطعتهم للانتخابات قرار غير جيد وأن الأفضل لمصر أن يشاركوا في الانتخابات ويحصلوا على عدد مقاعد كبيرة كي يتمكنوا من المشاركة في الحكومة المقبلة"، موضحًا أنه في المقابل سيدعو الإدارة المصرية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة تنظر لمصر على أنها دولة محورية في المنطقة وأن على مصر أن تستعيد دورها الإقليمي سريعًا لأن القاهرة تعتبر أهم عاصمة عربية، منوهًا إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث مع الدكتور مرسي في ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في صورة نصيحة كي لا يتم تفسير ذلك على أنه تدخل في شئون مصر الداخلية. وبشأن التقارب المصري الإيراني أكد فريدمان أن الرسالة التي أبلغها الدكتور محمد مرسي للجانب الإيراني كانت جيدة ومضمونها أن مصر ترفض تدخل إيران في شئون الدول العربية الداخلية وعلى رأسها دول الخليج، مشددًا على أنه بشكل شخصي تفاجأ من أداء مرسي في العلاقة مع طهران. وتابع: "يمكن لمصر وإيران أن يشكلا علاقة جيدة على أسس التعاون الاقتصادي وأن تلعب القاهرة دورًا في حل أزمة طهران النووية"، مشيرًا إلى أن مصر وإيران يمكنهما التعاون في مجالات اقتصادية عديدة مثل استخراج البترول وصناعات عديدة. واختتم فريدمن: "الإدارة الأمريكية تريد استقبال الدكتور محمد مرسي للعاصمة الأمريكيةواشنطن في سياق أن الدكتور محمد مرسي، رئيس لحكومة وحدة وطنية مصرية، تجمع كلة أطياف اللون السياسي المصري"، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن الإدارة الأمريكية ترى في عودة الجيش للمشهد السياسي مقدمة حرب أهلية مستشهدًا بسيناريو الجزائر في مطلع التسعينيات.